تمر الذكرى الخامسة لرحيل سيد البيد الشاعر السعودي الكبير محمد الثبيتي الذي رحل عن عالمنا قبل ست سنوات أحد أهم شعراء الحداثة. ترى ما الذي ستقوله القصائد؟ وماذا سيقول الشعراء عنه وعن تجربته العريضة؟.. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من الشعراء والمثقفين: الشاعر الدكتور أحمد قران الزهراني قال: تمثل تجربة محمد الثبيتي نسقا شعريا مختلفا في التجربة الشعرية العربية ومدرسة مستقلة تربت عليها أجيال شعرية عديدة. ويضيف قران: حينما تقرأ لمحمد الثبيتي تذهب إلى أفق لا حدود له من الجمال الذي يجمع بين جمال اللغة وتجليات الصورة الشعرية وعمق المعنى رغم رمزية الجملة الشعرية. أما القاص عبدالجليل حافظ يعتبر سيد البيد محمد الثبيتي من العلامات الفارقة في الشعر، ليس الشعر السعودي فقط، بل الشعر العربي وهو تجربة رائدة بحق حيث جمع بين الأصالة الشعرية والانطلاق من الجذور والأصول العربية والتمكن التام من اللغة إلى فضاء رحب في حداثة الشعر وتجديده واستنطاق الكلمة الشعرية وتوليد الصورة الجديدة، فكان بحق مجددا للشعر ومدرسة كاملة له يحتذيها من جاء بعده من الشعراء. ويضيف حافظ: الثبيتي لو كان في زمن آخر غير زماننا كالعصور العربية السابقة لعد من رواد الشعر ولوضع اسمه بين أعلام الشعر العربي كأبي تمام والبحتري والمتنبي والمعري، ولو كان شاعرا أجنبيا لتفاخرت به أمته فالأمم المتحضرة تفتخر بآدابها قبل علومها. من جانبه، يوضح الشاعر أحمد الهلالي: الثبيتي شاعر العصر الحديث الذي نفاخر به، لم يمت ولم يغادر أرواحنا، بل نجده بكامل نكهته المميزة يتموضع في كل قريحة حقيقية معاصرة، لغته وأسلوبه وشعريته الفذة تأخذ طريقها إلى معظم النتاج المعاصر؛ لأنه الشاعر الذي ترك بصمته بعمق في ذاكرة القصيدة العربية، ووقف شامخا إلى جوار امرئ القيس وأبي تمام والمتنبي وبدر شاكر السياب، حتى صار رمزا وأيقونة بارزة باعتباره رائد القصيدة الحديثة في الجزيرة العربية. وقال الصحافي نايف كريري عن الشاعر محمد الثبيتي: «كان حالة شعرية فريدة يندر أن تتكرر في واقعنا على المدى القريب، استطاع أن يحمل القصيدة وأن تحمله إلى آفاق بعيدة وفضاءات متسعة، فقد كان تحولا فكريا وبنيويا في مشهد القصيدة الحديثة، واستطاعت القصيدة معه أن تأخذ أشكالا جديدة، وتحدث بفضل تجربته تغيرا في بنيتها ودلالتها، وربما لو طال العمر بهذا الشاعر لتجلت لنا صور أخرى في القصيدة وذلك من خلال ما يحمله من فكر حداثوي على مستوى البنية والأسلوب في القصيدة، واستطاع إخراجها من حالتها الخانقة التي تمر بها هذه الأيام إلى حالة جديدة، وفضاء جديد يضمن للقصيدة الاستمرار والتطور ومسايرة الزمن بل حتى الالتفات إليها والاهتمام بها في ظل عالم مشغول بأنواع أدبية جديدة، وفضاءات غير أدبية كثيرة.