يرى البعض أن الربيع العربي كان وبالا على المنطقة، فيما يرى آخرون أن الربيع تحول لخريف، باعتبار أن الربيع كان ظاهره الرحمة وباطنه كان عذابا. حمل سياسيون مصريون رواسب نظم الحكم الشمولية في بعض دول الربيع مسؤولية إجهاض ثمار هذه الثورات، ورأوا في تصريحاتهم ل «عكاظ» في ثلاثية المخططات الخارجية وأطماع الإخوان للانفراد بالحكم. ويرى اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي أن التدخلات الخارجية وأطماع الإخوان لجني ثمار الثورات أدى إلى تبخر المبادئ التي قامت من أجلها. ويؤكد الدكتور مصطفى علوي وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن عدم وجود قيادات لثورات الربيع واندلاعها بصورة مفاجئة ودون تخطيط كان وراء تسهيل الانقضاض عليها من جانب الفئات المناوئة لها، ويشير إلى التدخلات الخارجية أيضا كما يحمل الإخوان سواء في تونس أو مصر عن سرعة فشل هذه الثورات. ويعتقد السفير الدكتور محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية أن الأمية السياسية في بعض دول الربيع ورواسب عقود من القهر من جانب نظم الحكم في دول الثورات بجانب أطماع التيار الديني وخاصة جماعة الإخوان أدت إلى اندلاع الثورات المضادة، كما أن فشل النظم الجديدة في تسيير شؤون الدولة كما رأينا في تونس ومصر أسهم بدوره إلى حد كبير في فقدها للسطة. ويرى العميد سمير راغب، المحلل السياسي والاستراتيجي، أن الربيع العربي تحول فجأة إلى خريف هبَّ على العرب، مشيرا إلى أنه يعتبر نفسه من أبناء الربيع العربي، ولكن ما نراه من سقوط دول وتحول دول عربية إلى دول فاشلة، يجعل من الواجب علينا أن نسمي الأسماء بأسمائها. وتابع قائلا: الربيع العربي تم اختطافه من قبل بعض الجماعات المتطرفة التي نجحت في تكوين 5 جبهات موازية للسلطة، ساعدت في نشوب خمسة حروب أهلية لأول مرة في تاريخ المنطقة، وهي: «حزب الله في لبنان، الحوثيون في اليمن، جماعة الإخوان في مصر، جبهة النصرة وداعش في سوريا والعراق». وأصبح لتلك الجماعات القدرة على اختطاف دول واستدعاء أعداء الوطن لاحتلال أراضينا بدون حرب. ويرى حسين عبدالرزاق عضو لجنة الخمسين والقيادي بحزب التجمع أن الثورة سواء في تونس أو مصر اتخذت طابع العفوية، ورغم إشادة البعض بها، إلا أنها مغايرة لما هو متعارف عليه لكل حركات التغيير على مر العصور، فتحولت إلى مسار مختلف عندما التحقت قوى سياسية كانت محظورة في العهود السابقة بالثورة، وباتت رديفا للمجموعات الشبابية التي أطلقتها وأدارت فصولها في الأيام والأسابيع الأولى منها.