سيمضي وقت طويل قبل أن تطوي ذاكرة أهل نجران ما حدث في يوم الاثنين 13 محرم العام الماضي.. تسلل إرهابي ضال إلى مسجد المشهد في دحضة متحزما بالمتفجرات، وفي نيته إسقاط واغتيال أكبر عدد من الخاشعين في صلاة المغرب.. ونتج عن ذلك استشهاد علي آل مرضمة وسعيد سالم الزقزق وجرح عدد من المصلين. الإرهابي القاتل اختار المسجد المزدحم مستهدفا عشرات المصلين، فكانت رحمة الله بعباده أكبر من مخططه الإجرامي، وشفيت قلوب أهالي الشهيدين بعد أن تم تنفيذ حكم القصاص العادل في القتلة والمحرضين. يقول ل «عكاظ» رئيس النادي الأدبي في نجران سعيد آل مرضمة - قريب الشهيد - وعدد من أبنائه: «إنه لا مكان للمجرمين في بلادنا الأمنة وسينال كل ظالم جزاءه العادل (نحن أقارب الشهداء نحتسب أمواتنا شهداء عند خالقهم .. فقد رحلوا في أطهر بقعة في المسجد وهم يؤدون صلاتهم». يضيف أحد أبناء الشهيد آل مرضمة: «أكمل والدنا أداء المغرب رافعا يديه بالدعاء بحسن الخاتمة فأتته أمنيته ليرحل شهيدا .. ويرحل القاتل منتحرا أشلاء ودماء». على ذات الصعيد، عبرت أسرة الشهيد سعيد الزقزق عن ارتياحها بإنفاذ الشرع في الإرهابيين الذين شرعنوا للقتل والاغتيال في بيوت الله في عمل لا يقبله دين أو خلق ويأباه الضمير الحي.