تحية شكر وإكبار لعضوتي المجلس البلدي في جدة الدكتورة لمى السليمان والأستاذة رشا حفظي، اللتين وقفتا صامدتين في وجه محاولات تهميش عضوية المرأة في المجالس البلدية عن طريق إقصائها وعزلها. وكذلك تحية امتنان وتقدير بالغ لكل عضو في المجلس ساندهما ودعمهما في موقفهما المحق من الاعتراض على عزل المرأة ونفيها بعيدا أثناء الاجتماعات. كان خبرا صادما أن يبدأ المجلس البلدي في جدة نشاطه بإثارة الخلاف والضجيج حول شأن قد بت فيه منذ زمن، منذ أن أقر ولي الأمر جلوس النساء مع الرجال في قاعة واحدة مشتركة أثناء اجتماعات مجلس الشورى. إن إعادة إثارة هذه القضية الآن في المجلس البلدي، تبدو كما لو أنها تتضمن اعتراضا على التنظيم الذي أقرته الدولة حفظها الله لكيفية جلوس النساء والرجال في المجالس التي يشتركون في عضويتها. لوجه الحق، لا يمكن لنا أن ننكر أن وقوع ذلك الجدال والتنازع أثناء اجتماع المجلس البلدي حول أين تجلس المرأة، بث إحساسا بالخيبة بين كثيرين، فالناس كانوا يظنون أننا تجاوزنا هذه المرحلة، مرحلة أين تجلس المرأة؟ وكم يجب أن تكون المسافة التي تفصل بينها وبين الرجل المجاور؟ وما لون الفاصل الزجاجي الذي يحجبها عن الأعين؟ أو غير ذلك، فبعد تجربة المرأة في مجلس الشورى وظهورها تشارك الرجال قاعة اجتماع واحدة بكل احتشام واحترام، تعد تلك القضية محسومة تماما، لا حاجة لإثارتها والتفاوض حولها من جديد. كان الناس ينتظرون من المجلس البلدي في اجتماعه الأول أن يتجه الاهتمام فيه مباشرة نحو تحديد الأهداف المنشود إنجازها، ورسم خطط العمل وآليات تفعيلها، والتحاور للبحث عن أفضل السبل لإنجاز الوعود التي وعد بها أعضاء المجلس ناخبيهم ونالوا أصواتهم بسببها، لا أن يمضي الاجتماع الأول في التباري حول من يستطيع أن يعيد العجلة إلى الوراء! [email protected]