قال الشرع كلمته، وقضي الأمر.. سنوات وحكومتنا تحاول مع مَن تخطّفتهم أيدي (التكفير) المتحفز للدمار والخراب، والمتوشح بالسواد، والمتعطش لدماء الأبرياء، فلم تترك بابًا إلا طرقته، ولا طريقًا إلا سلكته، ولا أسلوبًا إلا اتبعته؛ كي تجعلهم يلقون بمعاول الجهل التي يخبئونها خلف أظهرهم متحينين الفرص لطرق جنبات السفينة..! سنوات، وهي تنصح وتحنو، وتعفو، وتستميت في تعديل مسار المنحرفين بحكمة المسؤول وبعاطفة الأبوّة.. فتحت لهم طريق العودة الواسع بعد أن وصفت حالهم ب( المغرر بهم) تخفيفًا، وطمعًا في عودة عنوانها (الاعتذار للوطن)، فكان اعتذارهم يأتي في كلِّ مرةٍ طعنةَ غدرٍ، وحينما وصلت إلى قناعة تامة بأن (العضو الفاسد) لا بد له من البتر بسيف العدالة السماوية التي لا تظلم أحدًا، وأن سفينة الوطن خطٌ أحمر، حزمت أمرها ونفذت؛ لتبعث برسالة بليغة - صدحت صباح السبت في أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه، تدق أذن كل من يوسوس له شيطان نفسه بمجرد التفكير في الخروج عن المسار الوطني الصحيح - نصها: (زمن المداراة انتهى)، وما نُفِّذَ في ثلة الخراب ينتظر كل من يحاول الاقتراب من حمى السفينة. رسالة السبت لم تعجب الخنجر المغروسة في شاكلة الأمة الإسلامية، فأطلقت (الشنشنات) المعتادة، والمعروفة أهدافها وما وراء آكامها من طائفيةٍ بغيضةٍ، وحشرت ما تبقى من أنفها (المجدوع) في شأنٍ داخلي منتهكة كل القوانين والأعراف التي تحترم سيادات الدول وأنظمتها، ولم تكتفِ بذلك، بل استباحت أمن البعثات الدبلوماسية ومقارها في طهران ومشهد بعد أن غضت الطرف عن ثلة من المتعصبين ألهبوا النار في جنباتها، فأتاها الجواب الذي ربما لم تتوقعه: قطعًا كاملاً لعلاقاتٍ طالما تمسكت دولتنا بالإبقاء عليها رغم العوار المكشوف، وليس ذنبها أن إيران لم تستوعب معنى الحزم، ولم يصلها أن للصبر نهاية، وأن للحليم (غضبة بركانية) يشدو من بين حممها العتب: أغرّكِ فرطُ حلمي واحتمالي لأفكار معربدةٍ برأسك؟ حفظ الله بلادنا، وزادها عزةً ورفعةً ومنعةً، وخذل أعداءها، وكشف سترهم.. محمد السوادي