تطوي رابطة دوري المحترفين السعودي بنهاية هذا الموسم عامها السابع، مشرعة في الوقت نفسه أبواب مرحلة جديدة من العمل المؤسساتي الذي يستهدف تطوير كرة القدم السعودية على نحو يليق بها، ويواكب من خلالها الركض العالمي المتسارع على مستوى الرياضة بشكل عام، فضلا عن دعم الفرق وتطوير ميزانياتها وحصانتها من الدخول في نفق الأزمات المالية المظلم. وعلى اختلاف الآراء حول المرحلة السابقة والتباين في تقييمهم لها، إلا أنها ووفق الأرقام والحصاد تبرهن على أن ما أنجزته يعد نقلة نوعية قياسا بالفترة السابقة، والتي يؤمل أن تكون نقطة انطلاق جديدة لموسم أكثر اختلافا وتميزا. عكاظ آثرت أن تقلب في صفحات المرحلة السابقة مع التغييرات المتوقعة في الرابطة خلال الأيام المقبلة، ورصدت بالأرقام أنجزته وما هو المنتظر منها لاحقا. أوقد الأمير نواف بن فيصل عام 2008 شعلة الانطلاق لهذه الرابطة برئاسته وتحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة، قبل أن تتحول إلى رابطة بقرار منه في فترة توليه رئاسة رعاية الشباب وأسندت إدارتها لنائب رئيس اتحاد القدم الحالي محمد النويصر، وبدعم كامل منحها الاستقلالية الإدارية والمالية الكاملة وتحملها جميع الحقوق التجارية لمسابقات الدوري بفئتيه الممتازة والأولى، ونجحت في إعادة رسم الخطوط العريضة للدوري السعودي لكرة القدم بصيغة المحترفين التي يفرضها الاتحاد القاري وحقق مركزا مرموقا على المستوى، ونال موقعا متقدما على مستوى آسيا والعالم من حيث الرعايات والحقوق. قفزة الإيرادات شهدت عائدات الرابطة نجاحا كبيرا، ولا سيما في المواسم الثلاثة الأخيرة التي شهدت قفزة نوعية كبيرة، ففي عام 2013 بلغت إيرادات الرابطة 120 مليون ريال بعدما تمكنت من توفير خمس شركات لرعاية الدوري، وفي عام 2014 سجلت رقما جديدا ب 130 مليون ريال بزيادة قدرها 8 في المئة ليرتفع المبلغ في 2015 إلى 137 مليون ريال بزيادة وقدرها 5 في المئة ، وذلك باستقطابها 7 شركات رعاة لدوري وتعد إيرادات الرابطة أحد أهم روافد الأندية المالية التي ساهمت بشكل مباشر في تطويرها الكمي والنوعي. حضور قياسي ساهمت الرابطة في ارتفاع الحضور الجماهيري من خلال تحسين بيئة الملاعب والعمل على تطويرها من موسم إلى آخر فقد سجلت المواسم الثلاثة الأخيرة حضورا متميزا ليس على المستوى المحلي وإنما حتى على المستوى القاري مما دفع بالاتحاد الآسيوي منح الأندية السعودية الحصة الكاملة من مقاعد الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا والبالغة 3.5 مقعد وقد شهد الحضور الجماهيري نموا منذ عام 2013 حيث بلغ عدد الحضور الجماهيري 893 ألفا و676 مشجعا بمعدل 4910 لكل مباراة في دوري عبداللطيف جميل، بينما قفز الحضور الجماهيري في عام 2014 قفزة كبيرة بمعدل 86 في المئة عن عام 2013، حيث بلغ الحضور الجماهيري مليونا و664 ألف مشجع بمعدل 9146 لكل مباراة، وفي عام 2015 وبعد مضي 11 جولة بلغ الحضور الجماهيري 584 ألف مشجع بمعدل 7488 مشجعا للمباراة الواحدة ويتوقع أن يرتفع معدل الحضور الجماهيري في المباريات المقبلة. تراخيص الأندية حرصت رابطة دوري المحترفين وتماشيا مع أنظمة ولوائح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على أن تحصل الأندية السعودية على تراخيص الأندية من الاتحاد الاسيوي من خلال المساهمة في تقنين العمل داخل الأندية ولاسيما الأمور المالية والإدارية بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقد تحقق للرابطة ما أرادت عندما استطاعت في عام 2013 أن تحصل على 8 رخص ل 8 أندية من الاتحاد الأسيوي بعد استكمال الشروط اللازمة، وفي عام 2014 انخفض عدد الأندية المكتملة الشروط للحصول على الرخصة الآسيوية، فقد حصلت 6 أندية على التراخيص، وفي عام 2015 حصلت 7 أندية على الرخصة ويتوقع قبل نهاية العام الحالي حصول أكثر 5 أندية على الرخصة القارية. استثمار مرافق الملاعب بحثت الرابطة عن زيادة مداخيل الأندية من خلال الحضور الجماهيري في الملاعب، عبر استثمار المقصورات الخاصة ومنافذ البيع، وبناء على توجيه سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، قامت الرابطة بتأجير وإدارة غرف كبار الشخصيات Sky Boxes وذلك بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، لتصبح مصدر دخل إضافي لكافة الأندية المشاركة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، ونجحت الرابطة في التعاقد مع أكثر من 25 شركة مطاعم وشركات غذائية وإدارة هذه الشركات في مختلف الملاعب، مما ساهم في تنوع الخدمات والمنتجات الغذائية وخلق رضا عال لدى الجمهور الرياضي من ناحية، ورفع دخل بعض الأندية من ناحية أخرى. الحكام والمراقبون .. والمسؤولية الاجتماعية اضطلعت الرابطة بدور مهم في تطوير أداء الحكام، وعمدت إلى توفير رعاة لهم، وتجهيز متطلباتهم أسوة بأقرانهم في كبرى المسابقات العالمية، عبر توفير أجهزة التواصل اللاسلكي والرذاذ المؤقت وتأمين الملابس مع شركة ملابس عالمية كبرى. وتم إقرار نظام مراقب المباراة كما هو معمول به في البطولات القارية والدولية، وعقدت عدة ورش عمل ودورات تأهيلية قبل انطلاق الموسم الرياضي، وتم تنفيذ المشروع مع انطلاق الجولة الأولى من الموسم الرياضي 2015 - 2016. فيما تم تكليف مراقب ومنسق عام لكل مباراة من مباريات الدوري ليصبح بذلك المراقب هو المسؤول عن متابعة وتسهيل الإجراءات وتطبيق الأنظمة والقوانين حسب اللوائح. فيما أبرمت الرابطة اتفاقيات مشتركة مع عدد من الجهات لتوعية وخدمة الجمهور الرياضي. من أبرزها: الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مبادرة فرقنا ما تفرقنا، ووزارة الخارجية وجمعية الأطفال المعاقين، من خلال مبادرة الله يعطيك خيرها، والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام إنسان، وجمعية أسر التوحد، والجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (كفى).