زجت إيران بدبلوماسييها في مقدمة «المطرودين» من الدول، ليتصدروا المرتبة الأولى «بلا منازع» في لائحة الدبلوماسيين الأكثر طردا من عواصم العالم. واعتاد الدبلوماسيون الإيرانيون سماع جملة «غير مرغوب في وجودك في البلاد»، حتى إنهم باتوا يحفظونها عن ظهر قلب، إذ بلغ إجمالي عدد مرات الطرد 11 مرة خلال ال37 عاما الماضية، والتي تأتي نتيجة طبيعية لسياسات النظام الإيراني العدوانية تجاه دول الإقليم والمنطقة والعالم التي ضاقت ذرعا بالدسائس والمؤامرات التي تحيكها إيران وأعوانها لها. وتعتبر المملكة أكثر الدول التي طلبت من سفراء إيران مغادرة أراضيها، واعتبارهم أشخاصا غير مرغوب فيهم، بعدما أصروا على أفعالهم الخبيثة، وجرائمهم، وتدخلاتهم السافرة، ففي عام 1987، طلبت المملكة من السفير الإيراني في الرياض المغادرة وقطع العلاقة مع إيران، وذلك على إثر الأعمال الإرهابية والإجرامية التي قام بها عدد من مرتزقة النظام الإيراني في موسم الحج، واستمر قطع العلاقة معها حتى عام 1991. وجاءت المرة الأخيرة من المملكة، بعدما عادت إيران لعادتها في تجاوز الأعراف الدولية والمواثيق العالمية، واجتاحت عصاباتها السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، مما دعا المملكة إلى الحفاظ على سيادة بعثاتها الدبلوماسية، وقطع كامل للعلاقات معها. وفي مصر، تسلم السفير الإيراني أيضا خطاب عدم الرغبة في وجوده في القاهرة عام 1980، وذلك إثر عدة أحداث من بينها قضية تسمية شارع في طهران باسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ودعم مصر للعراق في حربه ضد ايران. كما لم يقتصر الأمر على السعودية ومصر، بل طردت المغرب الشقيقة السفير الإيراني وقطعت علاقاتها معها بعد قيام الثورة الخمينية في عام 1979 واستضافة المغرب لشاه إيران محمد رضا بهلوي ومنحه حق اللجوء السياسي، فيما عادت العلاقات بعدها، لتجد المغرب نفسها أيضا مضطرة لقطع العلاقات مجددا في عام 2009، فيما عادت العلاقات مطلع 2015. كما بادر العراق بطرد السفير الإيراني بعد تأزم الأوضاع بينه وإيران ووقوع الحرب التي سميت حرب الخليج الأولى وعادت العلاقة بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين في 2003. وفي أبريل 2011، أعلن وزير الخارجية الكويتي أن الكويت قررت طرد مجموعة من الدبلوماسيين الإيرانيين، متهمين في «قضية تجسس»، وارتباط بحزب الله، ووجهت تحذيرا إلى طهران حيال هذه القضية على العلاقات الثنائية. كما فعلت الأمر ذاته بريطانيا وأغلقت سفارتها في إيران عام 2011، بعد أن قام عدد من المحتجين الإيرانيين باقتحام سفارتها في طهران بعد أن فرضت بريطانيا حزمة من العقوبات ضد إيران على خلفية برنامجها النووي. وعلى الصعيد الدولي قامت كندا عام 2012 بإغلاق سفارتها في طهران وطرد جميع الدبلوماسيين الإيرانيين المعتمدين لديها. وفي أكتوبر 2015 أعلنت الرئاسة اليمنية طرد سفير إيران من صنعاء سيد حسين نام، وإغلاق البعثة الدبلوماسية بطهران. وفي أكتوبر 2015 قررت مملكة البحرين سحب سفيرها من إيران واعتبار «بابائي» القائم بأعمال سفارة إيران لديها شخصا غير مرغوب فيه وأمهلته 72 ساعة للمغادرة، بسبب استمرار التدخل الإيراني دون رادع قانوني أو حد أخلاقي ومحاولاتها الآثمة وممارساتها من أجل خلق فتنة طائفية وفرض سطوتها وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة بأسرها.