عقد الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد مؤتمرا صحافيا ظهر أمس بمقر الرئاسة بالرياض، وذلك لتسليط الضوء على حقيقة الديون المالية التي تعاني منها الأندية، كشف خلاله العديد من الجوانب المهمة التي تهم شريحة كبيرة من المهتمين لاسيما من محبي الأندية الكبيرة التي تقدمت بطلب قرض مالي من البنوك وهي الاتحاد والهلال والنصر بضمان الرئاسة بموجب حقوقها لديها ولدى اتحاد الكرة، وموقفها المالي في السنوات المقبلة، وتجربة الاتحاد، كما تطرق لمشروع الخصخصة ومدى إمكانية تقليص الأندية. وأجاب سموه على كافة تساؤلات الإعلاميين المتعلقة بطلب إدارتي الهلال والنصر لقروض مالية مماثلة لقرض نادي الإتحاد. واستهل سموه المؤتمر الصحافي بتوضيح للرأي العام حول مدى إمكانية حصول الأندية على القرض، حيث قال «هناك شروط محددة لابد من استيفائها حتى يتمكن النادي من الحصول على موافقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وضمانها للنادي من بينها تشكيل لجنة ثلاثية تتكون من رعاية الشباب والنادي وأحد أعضاء الشرف للنظر في طلب القرض المقدم من النادي»، مؤكدا بأن أعضاء الشرف بالأندية سيكون لهم دور في تخفيض ديون الأندية، مبينا أن هدف الرئاسة العامة من تسهيل حصول الأندية على قروض هو تجنيب تعرض أنديتنا لعقوبات سواء قارية أو دولية، بسبب المشاكل المالية التي تعاني منها، لا فتا إلى أن الرئاسة لديها إجراءات قاسية ضد الأندية لحل مشكلة الديون، كما أوضح أن مشكلة الأندية تكمن في اعتمادها على الكفاءات المتطوعة غير المتفرغة، مشددا على أن هناك ثوابت معينة لصرف القروض البنكية وليس للأندية حرية صرف هذه القروض كما تريد، مضيفا «لن تتساهل الرئاسة العامة في متابعتها». وفي رده على أحد تساؤلات الإعلاميين حيال العقوبات التي أقرتها الرئاسة العامة، أشار الأمير عبدالله بن مساعد إلى أن الرئاسة لن تمانع في البحث عن عقوبات بديلة في حالة أن العقوبات التي تم إقرارها في السابق والمتعلقة بديون الأندية في حال عدم نجاحها في تخفيض الديون، إلا أنه أبدى تفاؤله بأن تقلل الأندية السعودية من ديونها وفق الإجراءات والقوانين التي أقرتها الرئاسة، وتعمل على تطبيقها، كاشفا عن أنها ستعلن عن ديون الأندية بشكل كامل في المستقبل القريب في فترة لا تتجاوز الستة أشهر بالأرقام، ولن تكون سرية بعد تكليف محاسب مالي لكل ناد بإعداد التقرير المالي, وعن تجربة نادي الإتحاد في تسديد الديون، أشاد بحرص إدارة الإتحاد وعملها على الالتزام بالآلية، معتبرا تجربة الاتحاد نموذجا مميزا لتسوية الديون ونجاحا في تجنيب النادي بعض القضايا الخارجية التي قد تعيق مسيرته لاسيما بعدما تقدمت إدارة النادي للحصول على قرض لتسديد بعض المطالبات الخارجية، مبينا أنه تواصل مع رئيس نادي الإتحاد إبراهيم البلوي أمس الأول، وقد أكد له أن الديون والشكاوى على النادي أصبحت قليلة وغير مقلقة، مؤكدا أنهم حثوا الأندية على تسوية ديونها المحلية والخارجية, وعن الأندية التي ترغب في الحصول على قروض مالية لتسديد مديونيتها، كشف الرئيس العام عن تقدم ناديي الهلال والنصر للرئاسة بطلبين: الأول لنادي النصر بقيمة تصل إلى 50 مليون ريال، وطلب آخر من شقيقه الهلال بقيمة 40 مليون ريال، مبينا أن الديون المتراكمة على إدارتي الناديين تتجاوز قيمة القروض التي تم طلبها، وقد تم التأكد من ذلك بعدما أرسلت الإدارتان جميع المستلزمات الرسمية للديون الخارجية المستحقة عليهما من أجل الحصول على القرض المالي. وعلى صعيد ملف الخصخصة والذي استحوذ على غالبية تساؤلات الإعلاميين، بين الأمير عبدالله بن مساعد عن تفاؤله عن قرب خصخصة الأندية السعودية في المستقبل القريب، وأنه في حال تمت الموافقة من الجهات المعنية على تخصيص الأندية، فإن مسألة نجاحها سوف تكون كبيرة جدا في ظل التنظيمات التي وضعت لتنفيذ هذا المشروع، مرجعا تفاؤله بالخصخصة لوجود الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال الراغبين في الاستثمار، وهم متواجدون حاليا في الأندية، منوها إلى أن أكثر الأندية نجاحا هي الأندية التي تعمل عن طريق الشركات المسوقة. وختم سموه مؤتمره الصحافي بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تسعى إلى تقليص الأندية السعودية وفق إستراتيجية واضحة تمت دراستها، تتضمن مشروعا كبيرا بخصوص عدد الأندية في المملكة سيتم الكشف عنه قريبا.