- لم يزل بكاء الطفل تركي ذي السنوات الأربع يرنّ في أرجاء منزله بعد أن فقد والده «الشهيد ماجد بن دليم القحطاني» في هجوم إرهابي قبل عام من الآن في إحدى المداهمات في العوامية، إذ لم تكفّ دموع عمه عن النزول وهو يحكي أن طفل الشهيد تركي مازال ينتظر والده ويسأل عنه كل حين، رافضاً كل محاولات المواساة التي باءت بالفشل في إقناعه بأن والده رحل إلى الأبد، إذ يسأل كل من رأى، ويخبرهم بأنه بانتظار عودة والده الشهيد من العمل، في قصة لا تختلف عن غيرها في كل جزء من الوطن الذي يعاني فيه أبناء الشهداء، الذين تسببت يد الغدر في اختطاف آبائهم، من آلام الفقد والحرمان والاشتياق. وبين أولئك الأهل المكلومين أم فيصل، وهي أم لثلاثة أبناء؛ فيصل 23 عاماً، وفراس 22 عاماً، وأسيل 17 عاماً، أبدت ارتياحها بتطبيق عقوبة الإعدام على الإرهابيين الذين كانوا سبباً في مقتل زوجها الشهيد فهد عبدالله وزنة عام 2003 في اشتباك خلية الخالدية بمكة المكرمة. وبحسب صحيفة الحياة قالت: «نشعر بالفرح للاقتصاص من القتلة الذين حرموا أبنائي من والدهم، وهذا هو جزاؤهم وجزاء كل من تسول له نفسه العبث بالأمن، والحمد لله أن الحكومة كانت وراءهم وطبقت حكم الله فيهم». وتمنى فيصل ابن الشهيد فهد وزنة أن يسير على خطى والده ويلتحق بالأمن في محاولات جادة منه، إلا أنه لم يوفق في دخول الكليّة الأمنية، ولكنه قال: «لن أيأس في أن أصبح رجل أمن لوطني، وسأبذل كل جهدي للعمل في سبيل الوطن مثل والدي». وعبّرت أم وضاح المولد زوجة الشهيد ياسر المولد، بعد قيام الحكومة السعودية بالقصاص من الإرهابيين الذين كانت لهم صلة مباشرة بقتل زوجها، فقالت: «لا يكفينا قصاص واحد، فلو أعدموا عشرات المرات لن يكفي ذلك أبناء الشهداء الذين حرموهم آباءهم بسبب الأفكار المتطرفة التي جعلتهم يقدمون على قتل رجال الأمن بلا ذنب ولا جرم». وذكرت أم وضاح المولد أن ما حدث كان قبل 13 عاماً، لكن كأنه اليوم، فقد استشهد زوجي ولديه ثلاثة أبناء، أكبرهم يبلغ 22 عاماً هذا اليوم، ونحن لا ننفك عن ذكره وذكر صفاته لتعزيز شجاعة أبنائه وجعله قدوة لهم في الدفاع عن الوطن وأمنه. وجدد سعود المطيري شقيق الشهيد سعد مصلح المطيري ولاءه للحكومة، وقال: لن يوقفنا قتل أخي عن محاربة هذا الفكر الإرهابي، ولن نتوانى لحظة عن التبليغ عنهم في سبيل الوطن، وكان الشهيد سعد المطيري أحد الشهداء الذين طاولتهم يد الإرهاب الغادرة في مداهمة حي القدس بالرياض 2004، مخلفاً وراءه خمسة أولاد وخمس بنات، يبلغ أكبرهم اليوم 25 عاماً، مؤكداً أن الحكومة كانت عوناً لأسرته وقدمت الكثير من الدعم لهم ولأسر الشهداء الذين فقدوا أبناءهم وآباءهم في «الإرهاب».