الدويلة لا الدولة هي المعادلة التي يبني نظام الملالي حراكه الفتنوي، إن في الداخل الإيراني أو في الدول المستهدفة بتصدير ما يسمى بالثورة وبخاصة في الدول العربية المجاورة. وبشكل أخص في سورية التي أصبحت دويلة مستعمرة إيرانيا. ففي إيران تم تحجيم الجيش الإيراني لصالح الحرس الثوري الذي بات جيشا رديفا للجيش ومن ثم تحول عبر مؤسسات إلى حكومة ظل تحتكر المشاريع والمال والثروة وأيضا قرار السلم والحرب وهو نموذج سعى نظام الملالي إلى تصديره للدول العربية المستهدفة بمشروعه فكان النموذج الأول سورية التي تحولت لمستعمرة إيرانية محتلة للأرض السورية. ولبنان حيث تحول حزب الله إلى ما يشبه الدولة داخل الدولة فصادر قرار السلم والحرب وعطل المؤسسات الرسمية لصالح دكاكينه الخاصة. المحلل السياسي الدكتور محمد عبدالغني قال ل «عكاظ»: «إن أزمة لبنان هي أزمة وجود الدويلة داخل الدولة وأكثر من ذلك هي أزمة أن هذه الدويلة باتت أكبر من الدولة وتهيمن أيضا على ما تبقى من الدولة فقرار السلم والحرب ليس بيد الحكومة اللبنانية كما أن القانون اللبناني يطبق على فئة دون فئة أخرى، مشيرا إلى أن المشروع الفارسي يستهدف إقامة دويلة أو جيوب طائفية داخل الدولة لتمديرها. أحد المقربين السابقين من حزب الله وفي مجلس خاص قال: «إن حزب الله وإيران يسلكان قاعدة واضحة وهي أن ما لهم لهم وما لك لهم أيضا وهم يسعون إلى الهيمنة والهيمنة الكاملة ليس في سياق لعبة سياسية بل في سياق خلق كيانات بديلة للكيانات الشرعية». والمعادلة ذاتها انسحبت على سورية فيقول مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: «إنها مؤامرة فارسية تستهدف المنطقة العربية فهم يقتلون الشعب السوري تحت شعار محاربة الإرهاب والحقيقة أنهم يسعون إلى تهجير أهل السنة وإسكانهم في المخيمات وتغيير الواقع الديمغرافي في المدن السورية وكل ذلك يحصل عبر إنشاء سلطة بديلة عن سلطة الشعب السوري لتحصل الهيمنة الكاملة على سورية وفقا لهذا المخطط الفارسي».