حذر كتاب ومثقفون الإعلام بوسائله المختلفة من الانسياق خلف التأجيج الإيراني المقصود والذي يعزف على محور الطائفية بالمنطقة خصوصا بعد تنفيذ حكم الشرع في 47 إرهابيا. وطالبوا عبر «عكاظ» بضرورة الحديث صراحة عن الورقة الطائفية المكشوفة للخطاب الإيراني. الكاتب والروائي محمد المزيني قال: «إننا اليوم في مواجهة مع إيران كدولة راعية للإرهاب، هي تشعر بأهمية ومتانة الدور السعودي وتأثيره ولله الحمد؛ لذلك هي تلعب الآن بالورقة الوحيدة الرابحة التي تسعى جاهدة من خلالها لتمرير الأجندة الخاصة بها كدولة فارسية، وتسعى لتحقيق هدف كبير». وأضاف المزيني للأسف هناك البعض الذين لم يفهموا الدرس الإيراني جيدا، لأنهم لايدركون أنها الدولة النفعية البراجماتية، ولا يعنيها إلا ذوي العمائم والملالي في لعبتها السياسية، واللعب على الحس المذهبي والطائفي، ولكن متى ما احترقت ستبحث عن ألعاب أخرى بديلة، وهنا، أتمنى من كل شيعة الخليج أن يقرأوا الممارسات الإيرانية وينظروا إلى حجم وكم المجازر التي يرتكبها ملالي إيران ضد أحواز الشيعة وأحواز السنة، فهي لا تفرق بإرهابها بين أحد إلا في الملالي ومدى نفعيتهم ومدى رضاهم. وزاد: «نحن في بقعة آمنة، ومحاطون من حولنا بحرائق تلتهب، ويجب أن نحمي هذه البقعة ما استطعنا كل من خلال دوره». أما الكاتب فهيد اليامي فقال «إيران بتدخلها في الشأن السعودي تكشف أنها هي المحرض الرئيس لكل الأحداث التي تحدث في المنطقة، وهي التي لها علاقة مباشرة في صناعة التوتر وصناعة الإشكاليات في المنطقة، وهي تقف خلف كل فعل قبيح وتخترق كل القوانين الدولية دون أن توفر حماية. وأضاف اليامي أن إيران تحرض الشارع وتحاول أن تجر المملكة لساحة الطائفية، غير أن الصمت السعودي أمام هذا الشغب والفوضى الإيرانية يؤكد الحكمة والدراية بما يدور، والرد السعودي يأتي دائما على أرض الواقع منذ انطلاقة عاصفة الحزم. ويستطرد بقوله «رغم أن المملكة تمتلك أوراقا كثيرة ضد إيران كدولة إرهابية حتى في تفجير الخبر المعروف وتحركهم الأخير. ونجد أن التدخل الإيراني موجود ويقف خلف الأحداث في اليمن وتقسيم العراق وإشكاليات الشأن السوري وحتى في دول الجوار». ويضيف اليامي كان ومازال التعامل بحكمة من قبل الجانب السعودي دائما موجودا، لكن إيران اليوم تحاول جاهدة إلباس قتل الإرهابيين لباسا طائفيا. فالقضية هي قضية إرهاب وجرائم وتحريض على القتل وتنظيمات خطيرة، والمملكة لا تنظر إلى الجانب الطائفي إطلاقا، فهي تنظر للقضايا بوصفها جرائم تمس أمن الوطن وحجم فداحتها، وعلى الإعلام أن يتنبه لخطورة الخبث الإيراني في هذه الإشكالية، فالمملكة وقفت ضد القتلة المجرمين وطبقت بحكم القانون والشريعة، كيف لا، وهم الذين انتهكوا الحرمات وانتهكوا مؤسسات الدولة والمساجد وقتلوا رجال الأمن، والقضية ليست قضية تصنيف، بل نحن أمام جريمة. ويختم اليامي بقوله: إيران تبحث عن مصالحها كدولة إرهابية راعية له، وتاريخها يشهد بذلك، وما اقتحام القنصلية السعودية إلا دليل على أنها دولة عصابات ودولة إرهاب وتشجع الإرهاب عن طريق الخطاب السياسي أو الخطاب الديني أو الخطاب الاجتماعي. المسؤول الإداري بنادي تبوك الأدبي الشاعر عبدالرحمن بن سعود الحربي يقول: «إيران مثال للدولة الخارجة عن القانون، دولة الفوضى والعصابات، منذ بدأت في تصدير الثورة، وهي تمارس الحرب الإعلامية التي انطلت على كثير من الدول والشعوب العربية، بالإضافة إلى التأجيج الطائفي الذي استطاعت به أن تمزق دولا عربية كانت عضدا للقومية العربية ومصدرا لحماسها وحميتها، ولم تزل إيران كذلك تلعب دور القوى العظمى وتسيطر على سياسات كثير من الدول بما فيها الولاياتالمتحدة في عهدها الأضعف -عهد الرئيس أوباما - وفي ظل عجز الإعلام العربي مقابل الإعلام الفارسي والمحالف له، استطاعت إيران أن تسيطر وتحتل كثيرا من الدول العربية بخونة يحاربون عنها بالوكالة داخل أوطانهم، فأصبحت دولهم مرتعا للفرس ومأوى للإرهاب الديني والسياسي. وأضاف الحربي: «لكن في ظل الوعي العربي وبالأخص الوعي الخليجي، الذي سيطر على أوهام المقاومين والممانعين، وبانتفاضة سياسة المملكة بعاصفة الحزم، لم تعد إيران تستطيع استغفال العرب كما كانت تفعل في السابق؛ لذلك بدأت تمارس عبثا صبيانيا يقوم به الملالي بتوجيه تاريخي تلح عليه أوهام الإمبراطورية الفارسية التي أسقطها عمر بن الخطاب ولن تعود إلى الأبد!». ويضيف: «على العرب أن ينهضوا إعلاميا كما نهض الملك سلمان عسكريا، وستتحرر الأحواز العربية ومناطق العرب المحتلة، وقبل ذلك لابد لنا من تحرير عقولنا من وهم القوة لندرك حقيقة المونتاج الذي احترفته وسائل الإعلام الإيرانية، وبثت مناورات عسكرية لم تكن إلا أنابيب صرف صحي، مطلية بطلاء عسكري انطلى على عقول العرب فاستسلم بعضهم».