ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في معرض تناولها إعلان وزارة الداخلية السعودية أمس تنفيذ أحكام بحق 47 مدانا بالإرهاب، أن الأحكام نفذت بالتزامن في 12 موقعا في مناطق المملكة. وأضافت أن التنفيذ شمل مدانين سنة، مثلما شمل شيعيين. وفي إشارة إلى أن أحكام القتل تأخذ مراحل قضائية متعددة قبل أن يصار إلى تنفيذها، أوردت «بي بي سي» أن الحكم على نمر النمر تم تأكيده قضائيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وأشارت إلى أن السلطات السعودية ترفض التمييز بين السنة والشيعة، وتنحي باللائمة على إيران لإثارة النعرات الطائفية. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المدان نمر النمر كان شديد الانتقاد للسلطات السعودية، وقام بدور كبير في تأجيج المشاعر ضدها. وأشارت إلى الانتقادات الخارجية التي توجه إلى القضاء السعودي، وأوردت رفض السعودية تشبيه أحكامها القضائية بالأحكام التعسفية غير الشرعية التي يصدرها تنظيم داعش الإرهابي على الأسرى وأبناء الأقليات الدينية، ونقلت عنها تأكيداتها أنها لا تنفذ حكما بالقتل إلا على من تدينهم محاكم شرعية بجرائم كبيرة. شبكة «الجزيرة» القطرية ذكرت أن وزارة الداخلية السعودية نفذت أحكاما بالقتل على إرهابيين شاركوا في شن هجمات على مجمعات سكنية وحكومية. وأشارت إلى أن من بين من تم تنفيذ حكم القتل بحقهم فارس الزهراني الذي كان ذات يوم أحد أبرز المطلوبين أمنيا. ونقلت عن معلقين قولهم إن السعودية لا تفرق بين أي صنف من الإرهابيين، سواء أكانوا سنة أم شيعة. وأوردت تعليقا للكاتب الأكاديمي السعودي خالد الدخيل يشكك فيه بمصداقية منظمة العفو الدولية، التي قال إنها تتجاهل سجل إيران في أحكام القتل، ولا توجه لطهران تلك «التغطية السالبة» التي تخص بها السعودية. صحيفة «الغارديان» البريطانية المناهضة للسعودية ركزت في تناولها لإعلان وزارة الداخلية السعودية على التهديدات الجوفاء والأوصاف المسيئة للمملكة من قبل إيران، والحوثيين في اليمن، وأتباع حزب الله في لبنان، وأشارت وكالة أسوشيتد برس في تغطيتها التي نقلتها عنها عشرات الصحف الأمريكية أمس إلى أن جميع المحكومين الذين شملهم تنفيذ أحكام القتل سعوديون، عدا مصري وتشادي. وعزت رد الفعل الإيراني غير المبرر تجاه السعودية إلى أنه ناجم عن شعور طهران بأنها تنافس المملكة على زعامة العالم الإسلامي. وذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أن المحكومين ال47 أدينوا باعتناق الفكر التكفيري، والانضمام إلى منظمات إرهابية، وتنفيذ مؤامرات إجرامية مختلفة. وأوردت أن الأعمال الإرهابية التي نفذت الأحكام بسبب ارتكابها أسفرت عن مقتل سعوديين وأجانب في مدن سعودية عدة. وتعليقا على موقف منظمة العفو الدولية، أوردت «التلغراف» أن الصين تنفذ عددا من الإعدامات أكبر مما ينفذ في بقية دول العالم. وأضافت أن السعودية تعلن عبر أجهزة الإعلام تنفيذ أي حكم بالقتل، في حين يعتبر ذلك سرا من أسرار الدولة في الصين. شبكة «روسيا اليوم» في نسختها الإنجليزية، أوردت أن المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وصف الأحكام بأنها عادلة. ولاحظت أن جرائم عدد من المدانين الإرهابية ارتكبت خلال الفترة 2003 و2006. وأشارت إلى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رفض في باريس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أي مقارنة لبلاده بالأحكام التي ينفذها «داعش». ونسبت إليه القول: «من السهل أن تقول إن الوهابية تساوي داعش وتساوي الإرهاب، وهو أمر ليس صحيحا». وأضافت أن السعودية أوضحت أن العملية القضائية في البلاد تتطلب أن ينظر 13 قاضيا في مسار قضائي ثلاثي الدرجات في حكم القتل قبل تنفيذه. وحرصت الشبكة «دوتشي فيلا» الألمانية على التذكير بأن المدانين ال47 الذين نفذ فيهم حكم القتل أدينوا بالإرهاب. وأشارت إلى أن التلفزيون السعودي عرض بعد إعلان تنفيذ الأحكام مقاطع للأعمال الإرهابية المذكورة.