لاتزال الجماهير النصراوية في حيرة من أمرها عما حل بفريقها هذا الموسم، فمن بطل لموسمين متتاليين إلى فريق يحتل المراكز المتأخرة بعد أن تعثر كثيرا بسلسلة من التعادلات والخسائر التي أفقدته كأس السوبر مروراً بخروجه من كأس ولي العهد وانتهاء بفقدان المنافسة في الدوري بخسارته الأخيرة أمام غريمه التقليدي الهلال. ومنذ قدوم الإيطالي فابيو كانافارو استبشرت الجماهير النصراوية خيراً وانبعث فيها الأمل من جديد للحفاظ على المكتسبات التي تحققت عبر موسمين شاقين والنهوض بالفريق من جديد، ولكن سرعان ما تبدد الأمل وباتت تمني النفس بحصول فريقها على أحد المراكز المتقدمة وإنقاذا للموسم الحالي بما يمكن إنقاذه. ففي هذا الموسم خاض النصر 17 لقاء توزعت ما بين الدوري وبطولات خروج المغلوب أشرف على الفريق خلالها ثلاثة مدربين والنتائج هي النتائج لم تتغير، الأمر الذي قسم الجماهير إلى من يقول أن الخلل إداريا بحتا وآخر حمله الجهاز الفني، وهناك من قال إن اللاعبين لم يحترموا الشعار. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من قدامى النصر الذين حملوا المسؤولية للمنظومة كاملة، فالأخطاء الإدارية حدثت وهي ما تسبب في الأخطاء الفنية بالإضافة إلى سوء الظروف والطالع من إصابات وغيابات ألقت بظلالها على الفريق. يقول المدرب الوطني علي كميخ: بالنسبة لديسلفا لم يكن يحظى من الجماهير بالترحيب في استمراره خاصة في بداية الموسم وطريقة الإعداد، وبالنسبة لكانفارو لم يوفق في إدارة شؤون الفريق من ناحية تدخلاته الفنية، ربما لم يحالفه التوفيق ولكن هو أيضاً ينقصه الكثير من الأمور بعضها معلوم وبعضها مجهول بالإضافة إلى أنه بحاجة لعدد من اللاعبين لفرض أسلوبه. أرقام ديسلفا أفضل ويضيف «الأرقام تقف إلى جانب ديسلفا لكون كانافارو بدأ بمباريات سهلة، ولكن لازال بحاجة لتوفير العديد من الاحتياجات التي تخدمه منها استغلال فترة التوقف بشكل مناسب بتجريب اللاعبين والثبات على تشكيلة معينة وهذا الشيء من الحلول المميزة لعمل أي مدرب بالإضافة لتدعيم الفريق بقلب دفاع مميز وصانع لعب خبير يلعب على الأطراف ويقدم إضافة هجومية للفريق، بالإضافة إلى حل كل المشاكل المالية لكي تكون الكرة في ملعب اللاعبين». ويختم بقوله «لم يتبق من الموسم سوى تحسين مركز الفريق في الدوري والمشاركة في كأس الملك والمشاركة الآسيوية، الفريق الآن بحاجة لالتفاف الجميع كما حدث في نصر 2014 عندما التفت الجماهير وأعضاء الشرف ودعموا الفريق حينها حضرت الروح ومن ثم حضرت النتائج المبهرة». فيصل سيف المدرب الوطني المعروف يقول: «بصفتي محللا فنيا يحق لي الحديث عن الأمور الفنية فقط، ما تبقى من عوامل هي بيد إدارة النادي ولكن إقالة ديسلفا كانت صائبة، فقط المشكلة في تأخير توقيت الإقالة، وبالنسبة لكانافارو هو يعاني من أخطاء من سبقه فسوء الإعداد العام للموسم أثر على إشرافه على الفريق ولهذا هو بادر برفع المعدل اللياقي ولكن تفاجأ بكثرة الإصابات نتيجة كثرة الأحمال الزائدة، بالإضافة لافتقاد الفريق لبعض عناصره المهمة». ويتابع «الحكم على كانافارو ليس عادلاً فالمدرب حضر وسط ظروف عصيبه جداً، والآن هو لديه فترة توقف يمكن أن يصحح بعض الأخطاء خلالها ويحسن من أداء الفريق ومن أهمها الاستقرار على تشكيلة واحدة ليكمل فيها بقية الدور الثاني، لهذا أرى استمراره في حال لم يتوفر مدرب بديل خبير بالدوري السعودي، ولكن بالنسبة لي أنا مع الاستقرار دائما». ويضيف سيف، «يجب على إدارة النصر أن تجتمع بالمدرب وتحدد أهدافها هذا الموسم، في الدوري وكأس الملك وفي دوري أبطال آسيا وتسارع لجلب لاعبين يخدمون المدرب وبنظري أن النصر بحاجة لصانع العاب يجيد الكرات الثابتة، بالإضافة لجلب ظهير أيمن وقلب دفاع، ورجالات النصر قادرين على النهوض بالفريق من جديد فالأمير فيصل أعاد النصر بعد انقطاع طويل عن المنجزات وأعضاء الشرف يحرصون على دعم الفريق ورفعة سمعته». سعد الزهراني لاعب نصراوي سابق ومحلل فني يدلي برأيه قائلا: الخطأ ليس إقالة ديسلفا فحسب، إنما الخطأ هو تجديد عقده بعد نهاية الموسم الماضي، وكان من المفترض أن من اتخذ القرار أن لايخضع للضغوط الجماهيرية والإعلامية، صاحب القرار اقتنع بالمدرب من المفترض أن يمنحه الفرصة للنهاية ويكمل مع قناعاته، رغم رأيي أن ديسلفا كانت إقالته واجبه». مع كانافارو تحسن الفريق ويضيف سعد، «وبما أن صاحب القرار فضل إقالة مدربه من المفترض أن يجلب مدربا له تاريخ بحجم تاريخ النصر وبحجم بطل الدوري لموسمين، كانفارو مابين سوء الإعداد وزحمة النجوم وكثرة الإصابات ليس له أي بصمه سوى بصمته لياقياً على الفريق ولو أنه دفع الضريبة بكثرة الإصابات العضلية نتيجة الأحمال اللياقية التي حاول أن يعوض بها نقص اللياقة وبشكل مجمل الوضع تحسن نسبيا». وزاد «تغيير كانافارو إن لم يكن بمدرب له وزنه وثقله فالبقاء عليه أفضل، وبالنسبة للحكم عليه بشكل قاطع غير عادل لكون كل الظروف لم تتهيأ في صالحه حتى الآن، وفي حال أراد فرض أسلوبه فعليه أن يطالب الإدارة بإحضار الأدوات التي يحتاجها وهم اللاعبون الذين يجيدون اللعب على الأطراف مثل فابيان وماركينيوس ولاعب محور هجومي منظم للفريق ويمتاز بأن يكون قائدا حركيا». ويستبعد سعد الزهراني التدخلات في عمل المدرب قائلا: «المدرب عند حضوره حاول أن يفرض أسلوبه وطريقته ولكن أدوات النصر الموجودة لاتخدم هذه الطريقة ولهذا عاد للعب بالطريقة السابقة للنصر، كانافارو قام بإشراك غالبية اللاعبين وحاول أن يغير طريقة اللعب وكل هذا دلائل أن لاتدخلات في عمله». ويختم بقوله: «التنافس على الدوري لموسمين متتالين فيه إرهاق كبير للاعبين والإدارة سواء مادياً أو فنياً، بالإضافة إلى تغيير المدربين في فترة وجيزة وكثرة الإصابات وتنوع المنافسات والضائقة المالية، إضافة إلى قرارات خاطئة ارتكبتها الإدارة كاللاعبين الأجانب غير الفعالين، جميعها عوامل اجتمعت لتكون سبباً في تراجع النصر بهذا الشكل». ويخالف كابتن النصر السابق ناصر الفهد سابقيه حول هبوط مستوى الفريق وتردي النتائج بقوله: «عدم استشارة أهل الخبرة واللاعبين القدامى أدى لتكرار أخطاء الإدارة في التعاقدات سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين، مالاحظته أن إدارة النصر تقتصر في مشورتها على شخص أو شخصين وهذا خاطئ، من المفترض أن تتسع الدائرة بين الإدارة وبين مستشاريها من قدامى النادي وفي الأخير تتخذ قرارها وفقاً لرأي الإغلبية، قدامى النادي لايريدون سوى خدمة فريقهم بما لديهم من خبرة». ويتابع، «هناك أندية سعودية تحرص على الاستفادة من آراء لاعبيها القدامى وعلى سبيل المثال الهلال الذي استنار برأي أحد لاعبيه في جلب إدواردو والجميع شاهد كيف حضر إدواردو وأصبح الأبرز في الدوري حتى الآن». للضائقة المالية أسباب ثم زاد «استشارة بعض الإعلاميين أو بعض أعضاء الشرف في الأمور الفنية غير مجد، وهذا ما تسبب في تراكم الخسائر المالية بسبب أخطاء التعاقدات، وبالتالي النادي أصبح يعاني ماليا». ويضيف، إقالة ديسلفا قرار صائب ولكن تأخرت كثيراً، الفريق مازال حتى هذه اللحظة يعاني من أخطاء ديسلفا، والتعاقد مع كانافارو أيضاً قرار غير موفق، فالمدرب ليس قارئا جيدا للمباراة وحتى الآن لم نر له بصمة على الفريق ولهذا لازالت التعاقدات مع اللاعبين والمدربين غير موفقة لعدم استشارة أهل الرأي والخبرة. ويختم بتقديم رأيه في احتياجات النصر حسب رؤيته بقوله: «أرى بأن النصر بحاجة إلى تدعيم العمود الفقري للفريق باستقطاب لاعب قلب دفاع سوبر يمتاز بالقيادة، بالإضافة لمحور هجومي يجيد الكرات الثابتة، هذان المركزان أهم احتياجات الفريق، وكل نصراوي يعرف هذا الشيء ولكن لا أعلم لماذا الإدارة لا تعرفها».