يبدو أن كثرة الإجازات الاستثنائية تربك حسابات معلمين وأولياء أمور من سير العملية التعليمية في المدارس، إذ لا تتعدى أيام الدراسة الفعلية في الفصل الدراسي الحالي أكثر من 16 أسبوعا دراسيا، فالإجازات الرسمية بحسب موقع وزارة التعليم في العام الدراسي الجاري لن تتجاوز الثلاثة (إجازة منتصف العام، إجازة منتصف العام الدراسي الثاني، إجازة نهاية العام (الصيفية). بمجموع يتجاوز ال120 يوما، مع استثناء اليوم الوطني. في العام الجاري علقت الدراسة في أكثر من منطقة بسبب موجة هطول الأمطار التي اجتاحت أجزاء متفرقة من البلاد، بيد أن عروس البحر الأحمر وما يحيط بها من محافظات، نالت نصيب الأسد من العطل الاستثنائية التي كانت الأمطار مسببة لها، إذ علقت الدراسة لثلاث مرات في نحو 30 يوما. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تمتلك نظاما تعليميا متقدما، يقضي الطلبة في مدارس التعليم العام نحو 180 يوما في العام الدراسي (1170 ساعة تحديدا)، بحسب موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي والذي يطالب بضرورة زيادة الساعات والأيام الدراسية، في المقابل لا يقضي طلاب المرحلة الابتدائية في المملكة على سبيل المثال أكثر من ست ساعات يوميا في المدرسة. وطالب مختصون في مقالات صحافية وندوات منذ تسعينيات القرن الماضي بالحد من الإجازات التي تشل العام الدراسي، ورغم أن وزارة التعليم استطاعت أن تجعل العام القادم نموذجا بحيث خلا من أطول إجازتين كانتا تؤرقه (عيد الفطر، عيد الأضحى)، وترحيلهما إلى الإجازة الصيفية الكبيرة، إلا أن الوزارة تضطر لتعليق الدراسة بحسب ظروف مناخية متقلبة ك«الأمطار، الغبار». ورغم تباين الأنظمة الأكاديمية بين الولاياتالأمريكية، إلا أن تعليق الدراسة على سبيل المثال عند تساقط الثلوج لا يتم إلا بعد أن يعجز العمال عن شق طريق المشاة والسيارات، ولم تسجل ولاية ميزوري (الوسط الأمريكي) إجازة استثنائية في العام الماضي، إلا ليوم واحد كان تساقط الثلوج فيها كثيفا.