وجه عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإمام وخطيب جامع بن سبعان في مدينة الرياض الدكتور علي الحدادي، انتقادات حادة إلى عدد من المغردين في وسائل التواصل الاجتماعي سواء المعروفين أو المتخفين خلف أسماء مستعارة بإثارة البلبلة والشائعات بالتزامن مع موعد إعلان ميزانية الدولة. وقال الحدادي ل «عكاظ»: «كلما اقترب موعد إعلان الميزانية نشط بعض الناس المعروفين أو المتخفين خلف الأسماء المستعارة بإثارة السخط، والاستماتة في إقناع غيرهم بنشر المساوئ، وكتم المحاسن بقصد الإفساد وإشعال الفتنة». متعجبا بقوله: «الميزانية بها منافع كبيرة، إلا أننا نجد أن من يسخط هو من يناله نصيب كبير من تلك المنافع مثل أن تأتيه مباشرة كراتبه إن كان موظفا، أو مكافأته إن كان طالبا، وكضمان اجتماعي لمن كان من أهله، أو غير مباشر كتيسير أمور عديدة كانت ستكلفه الكثير، كالدراسة المجانية في كل مراحلها دون استثناء، والعلاج المجاني، ودعم الوقود وغيره، وتذاكر السفر المخفضة لكثير من شرائح المجتمع، وتوفير الخدمات العامة كالطرق والكهرباء والمياه». وأضاف: «لست من أهل الاقتصاد حتى أتكلم في شؤون الميزانية، ولكن ألفت نظر القارئ إلى الحديث المخرج في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، ثم قال: ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط»، فهذا الحديث فيه وعيد شديد لمن يربط رضاه عن ولي الأمر وسخطه عليه والوفاء ببيعته أو نكثها بمصلحته المالية المادية إن أعطاه رضي ووفى وإن لم يعطه سخط ولم يفِ. وتابع قائلا: «إذا كان هذا الوعيد في حق من سخط فقط، فكيف بوعيد من يعمد إلى الإثارة، ونشر المساوئ، وكتم المحاسن بقصد الإفساد وإشعال الفتنة؛ لذا فإن الوعيد إذا رتب على الجناية الصغيرة دل على أن ما كان أكبر منها أولى بالزجر عنها واستحقاق العقوبة عليها».