تسجل صوالين الحلاقة الكثير من القصص الغريبة والمفارقات التي قد يراها البعض مشاهد من نسج الخيال. فصيحات الشعر الشبابية قد تدفع الشاب إلى تسجيل أرقام قياسية لا يصل لها غيره من الشباب. فمحمد السالمي بقي أكثر من عام بعيدا عن محلات الحلاقة ومقصات الحلاقين، فهو من محبي موضة ال«كدش»، وهي التي تتسم بكبر الشعر وغزارته، لذلك قاطع الحلاقين وقتا طويلا، «بدأت قصتي عندما فكرت أن أربي شعري على موضة الكدش، فمرت الأيام دون أن أزور حلاقا، ولكن المشكلة أنه كلما كبر شعري أصبحت أطمع إلى أن يصل الى حجم أكبر مما هو عليه، وأعترف لكم بأن الأمر يتحول بعد ذلك إلى مرض، حيث يصيبني شعور بأني أريد أن أحقق حجما أكبر، وذلك الأمر يدفعك إلى مقاطعة الحلاقين». ويروي الشاب أمجد الزهراني قصته مع مقاطعة الحلاقين فيقول «تجاوزت العام ونصف العام بعيدا عن مقص الحلاق، وأرجع إليه لتحسين الجوانب من الرأس فقط، دون أن أدعه يمس شعر رأسي. ورغم انتقادات الآخرين الا أني أراه جميلا، حيث بقيت يوميا أتلقى سيلا من النقد ومن النصح من القريب ومن البعيد، وفي بعض الأوقات أسمع تعليقات وأنا أسير في شارع عام من أشخاص لا أعرفهم، ولكن أقابل تلك الكلمات والتوبيخ بالسكوت وعدم الرد، فأنا مقتنع بما أفعل». وفي المقابل، تجد من الشباب من لا يفضل مسايرة الشباب والبحث عن آخر صيحات الشعر، وينتقد زملاءه وهو في سنهم. عمر كردي واحد من الشباب الذين لا يتبعون «الموضة» التي يرى أنها أصبحت ظاهرة مألوفة بين الشباب والسبب يعود لتقليد المشاهير على وجه الخصوص كقصة «كريستيانو» و«نيمار» وغيرهما من المشاهير. وفيما يرى بعض الشباب أن قصات الشعر حرية تعود خياراتها للشاب، يخالفهم الشاب سعد الكناني، فهو ينظر لها من زاوية سلبية، «غالبية تقليعات الشعر لا تتفق مع العادات والتقاليد، ولا أحب أن أسير في ركب الهواة للموضات الشبابية، ومن الرصانة أن يبقى منظري مناسبا». وأنتقد هاني الشاطري وسعد القحطاني هذه الظاهرة واعتبراها تقليدا أعمى.