في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يعكف طالب الدراسات العليا وخصوصا طلاب الدكتوراه بعد انقضاء عام دراسي من عمر تواجده في الجامعة، على الاستعداد لاختبار يصفه الطلاب بالأكثر صعوبة، إذ يمتد الاختبار ل6 ساعات، ويحدد مصير بقاء الطالب في الجامعة من عدمه. وتتيح الجامعات عادة مدة كافية للاستعداد للاختبار الشامل في التخصص، وتمتد تلك المهلة لعام ونيف، بيد أن مراجع التخصص الدقيق، تكون في كل التفاصيل العلمية المتعلقة بالتخصص الدقيق، ويقول خالد سرحان إن الطالب المبتعث يكون في عزلة تامة لمدة عام، بسبب اختبار «تحديد المصير». ويوضح خالد سرحان طالب دكتوراه في إحدى الجامعات الأمريكية والذي اجتاز الاختبار في الميكانيكا السائلة، أن لكل جامعة عرفا في توزيع الاختبار، مشيرا إلى أنه حظي بتقسيم ال6 ساعات «المرعبة» على مدة ثلاثة أيام (بمعدل ساعتين في اليوم). الاختبار الشامل الذي لا يتاح عادة إلا مرتين كحد أقصى للاجتياز في كل جامعة، يعتبره طلاب الدكتوراه اختبارا لتحديد المصير والمنعطف الأهم في خطة الدراسة والمستقبل ونجاعة البقاء في بلد العم سام، وتشير آراء الطلبة السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنتديات العلمية إلى تذكر وتخوف كبيرين. ربما يكون الاختبار سببا في بعثرة الخطة التي قد رسمت منذ أعوام، كما حصل لطالب مبتعث في ولاية أوكلاهوما، بعد أن اجتاز 24 ساعة من التخصص، قررت ادارة الجامعة فصله نظرا لأنه لم يجتز الاختبار في فرصتيه اللتين تتاحان عادة للطلبة، وقرر الرحيل إلى جامعة أخرى لم تحتسب من ساعات دراسته سوى 12 ساعة. ويؤكد طالب دراسات عليا، أن فشل الطالب في اجتياز الاختبار الشامل وانتقاله في جامعة أخرى يقلل من فرصة قبوله في المستقبل بالجامعات الأمريكية الحصيفة، مشيرا إلى أنه كان يقضي جل وقته في العام الدراسي الأول للتحضير للاختبار، «كنت أقضي أكثر من 13 ساعة لمذاكرة كل معلومات التخصص وتفاصيله الصغيرة، كنت أشعر بقلق مستمر، بيد أن زوجتي كانت متفهمة وساندتني في تلك المرحلة». الأحاديث عن اختبارات المخيفة لا تنقطع في الأوساط الطلابية عند الطلبة الدوليين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ يشير عدد من المبتعثين إلى اختبارات مشابهة ل«الاختبار الشامل» لطلبة الطب في الجامعات الأمريكية، بيد أن الفرص فيها قليلة ونادرة، إذ لا يحظى الطالب سوى بفرصتين على مستوى كل الجامعات لاجتياز الاختبار. كما يعاني الطلبة العرب من اختبارات الزمالة التي تشكل تحديا كبيرا للأطباء العرب الراغبين في نيل الزمالة الطبية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، كل تلك الهموم يطرحها المبتعثون العرب عند أقرب لقاء لهم على دائرة مستديرة في مقهى لبيع القهوة في أطراف المدن. اعتاد طلبة سعوديون وعرب على تخصيص مساء الجمعة من كل أسبوع، جلسة للنقاش الثقافي وبث الهموم الدراسية، حتى أن غياب البعض عن اللقاء الدوري، يفسر فورا بوجود اختبار يواجه المتغيب، حتى أن طالب الدراسات العليا مازن كان يغيب عن زملائه لفترة تتجاوز الشهر للتحضير والمراجعة اختباراته في إحدى الجامعات في الوسط الأمريكي.