لم يحتمل الشاب سلطان حيدر، مشهد الصراخ داخل المستشفى، فراح يلقي نفسه وسط الدخان، مضحيا بنفسه على أمل أن يساهم في إنقاذ المحاصرين بين «الدخان والنار». ويعترف حيدر قائلا: «رفضت تعليمات الدفاع المدني في الخارج بعدم الاقتراب من موقع الحريق؛ لأنني لم أحتمل علو أصوات الاستغاثة، خاصة أنني حضرت مبكرا للموقع، والصراخ نابع من كبار السن والأطفال والنساء، ورغم وصول الدفاع المدني قررت الدخول بأي طريقة لإنقاذ ولو مريض واحد». وأضاف: «أحضرت سلما خشبيا، وصعدت من خلاله برفقة الآخرين، إلى النوافذ العليا للمستشفى بعد تكسير الزجاج، وشاهدت مآسي، حيث لفظ البعض أنفاسهم الأخيرة أمام أعيننا، وبدأنا في حمل الأحياء إلى الخارج، وسط صعوبة تخطي الدخان الأسود الكثيف الذي ملأ كل الردهات والغرف، لكننا - بعون الله - استطعنا إنقاذ البعض، وأصبت لاحقا بالاختناق؛ ليحملوني إلى المستشفى لتلقي العلاج».