في وقت يستفيد معلمو ومعلمات المدارس الابتدائية في المدارس الحكومية، اعتبارا من نهاية دوام اليوم، من قرار إجازة الوزير التي تقتصر على المرحلة الابتدائية والصفوف الأولية، وجد رصفاؤهم في المدارس الأهلية أنفسهم غير مشمولين بالقرار، رغم أن مدارسهم تتحول إلى خاوية، لتمتع الطلاب بالإجازة، مستغربين أن يبقوا لتدريس فصول صماء، ومحبوسين وراء الجدران. وأفادت مصادر ل«عكاظ» أن عدد المحرومين من الإجازة يصل إلى 60 ألف معلم ومعلمة، حيث انتقد الكثير منهم عدم شمولهم بالقرار، رغم أن وزارة التعليم صاحبة الحق الوحيد في تحديد التقويم الدراسي، ببدء الدراسة وانتهاء الإجازة، لافتين إلى أن الطلاب يستمتعون بالإجازة، مما يعني انتفاء أهمية وجودهم في هذا التوقيت. وبين بعض من استطلعتهم «عكاظ» أن مديري المدارس الأهلية وأصحابها توعدوهم بالحسم في حالة الغياب، وأنه يجب حضورهم وانتظامهم طيلة الأسبوعين المقبلين، دون أن يكون لهم أي دور في ظل الفصول الخاوية، مطالبين بتدخل وزارة التعليم لمساواتهم بأقرانهم في المدارس الحكومية. وقال فهد الزهراني (يعمل في مدرسة أهلية) إن مالك المدرسة أخبرهم في اجتماع أن الإجازة لا تشملهم «تم تكليفنا بعمل الملاحظة في المرحلتين الثانوية والمتوسطة التابعتين للمدرسة». وأردف أحمد الحربي (معلم مادة اجتماعيات في مدرسة أهلية) أن «المدرسة منعتنا من الإجازة وكلفتنا بالعمل في لجان الاختبارات»، مطالبا بمساواتهم بمعلمي المدارس الحكومية بحكم أن الوزارة واحدة، وجميع المعلمين مرتبطون بتواجد الطالب، «نحن نكلف في مدارس أخرى وليس مدارسنا الابتدائية والتي تخلو من الطلاب». من جهتهم، تمسك عدد من من ملاك المدارس الأهلية بعدم شمول منسوبيهم بالإجازة، لأنهم حسب قولهم «في حاجة المعلمين والمعلمات لبعض الأعمال الإدارية، ومراقبة الاختبارات لطلاب المتوسطة والثانوية». وأكدوا أن «إدارة المدرسة لا ترفض منحهم الإجازة مع الطلاب والطالبات اعتبارا من اليوم، ولكن بدون راتب، وقد خيرناهم في ذلك». التعليم: دورنا فني شددت وزارة التعليم أن التنظيم الخاص بإجازات شاغلي الوظائف التعليمية من معلمين ومعلمات وإداريين وإداريات يشمل فقط المدارس الحكومية، ولا ينطبق على المدارس الأهلية التي تتبع لوزارة العمل، مؤكدة أن دورها فني فقط. وأوضحت مصادر بالوزارة في تصريحات ل«عكاظ» أن طلاب وطالبات «الأهلية» تشملهم الإجازة، أما منسوبو المدرسة فهذا يعود لمالك المدرسة، لافتة إلى أن منسوبي المدارس الأهلية لا ينطبق عليهم ما ينطبق على معلمي المدارس الحكومية من حيث الإجازات، وإنما دورهم يتلخص في الإشراف الكامل فنيا وإداريا على المدارس الأهلية والعالمية ومدارس الجاليات ومعاهد تعليم اللغة الإنجليزية. هدف: الرواتب مستمرة كشفت مصادر «عكاظ» في صندوق الموارد البشرية «هدف»، أنهم مستمرون في صرف الدعم الخاص لمعلمي ومعلمات المدارس الأهلية، بواقع 2500 ريال شهريا، حتى في حال تمتع المعلم أو المعلمة بإجازة من المدرسة. يأتي ذلك في وقت علمت «عكاظ» أن عددا من المدارس الأهلية سمحت لبعض معلمي الابتدائية بأخذ إجازة اعتبارا من اليوم، بشرط عدم صرف رواتبهم التي تبدأ من 3100 ريال شهريا. وبينت المصادر أن المدارس الأهلية لا تصرف لبعض منسوبيها رواتب خاصة في شهر رمضان، رغم أن «هدف» مستمر في صرف الرواتب، ما لم يصله ما يفيد بتغيب المعلم أو انقطاعه عن العمل. اللجنة: أربكتنا الإجازة اتهم الدكتور زهير غنيم، عضو لجنتي التعليم الإهلية في الغرفة الصناعية في جدة ومكة، قرار تعديل الإجازة لمعلمي الصفوف الأولية في المدارس الحكومية، أربك المدارس الأهلية، مشددا على أن «إجازة الوزير أربكت خططنا وبرامجنا المعتمدة قبل هذا القرار». واستدرك مؤكدا أن «الإجازة التي تبدأ اعتبارا من نهاية دوام اليوم، تخص المدارس الحكومية، بحكم أن المدارس الأهلية مرتبطة بعقود العمل والأعمال وأنظمة وزارة العمل، والتي تحدد إجازة هؤلاء المعلمين خلال العام وموقعين لها، والمدارس بحاجة لهم في تكليفهم بأعمال أخرى في الإشراف والمراقبة ولجان الاختبارات في المرحلتين المتوسطة والثانوية». لكنه رفض فتح أي باب للتعديل لأنه «أغلب معلمي المدارس الأهلية أجانب ويرغبون في العمل.