على الرغم من إنشاء مبنى جديد لجامعة الملك عبدالعزيز يقع على مقربة من الإدارة العليا، بدلا من المبنى القديم المحاذي لسور الجامعة الجنوبي والقريب من البوابة السادسة، لم تتمكن الجامعة على ما يبدو من التدقيق ومراجعة الكتب التي تحتويها مكتبتها المركزية والتي يتاح لجميع الطلبة الدخول إليها والاستعارة منها. وفي جولة أخرى ل «عكاظ» داخل أروقة مكتبة الملك عبدالعزيز المركزية بعد نشر الصحيفة خبر وجود كتب لمنظري الجماعة المحظورة في البلاد والمحسوبة ضمن الجماعات الإرهابية «الإخوان المسلمين»، كشفت «عكاظ» عن وجود كتاب للزعيم الروحي لجماعة الحوثي «أنصار الله»، والتي تخوض مع المخلوع علي عبدالله صالح حربا مفتوحة على الشعب اليمني وشرعيته السياسية داخل المكتبة المركزية. كتاب «الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز»، الذي ألفه بدر الدين الحوثي والد زعماء الحركة التي تقود تمردا منذ مطلع القرن ال21، والكتاب في متناول الجميع، إذ يمكن الوصول إليه بعد البحث عنه في الفهرس الإلكتروني للمكتبة الحديثة. فيما توفر جامعة الملك عبدالعزيز في مكتبتها المركزية نسختين من الكتاب الحوثي، يبدو أن كتاب «الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز» لبدر الدين الحوثي (رجل الدين الزيدي)، وقع في يد طالب جامعي، إذ دون هذا الطالب على غلاف الكتاب الداخلي، «هذا الكتاب من كتب أهل البدع والضلال، يجب إتلافه وحرقه». جامعة الملك عبدالعزيز التي وعدت «عكاظ» بالرد على كتب الإخوان، تبرر وجود كتاب الزعيم الروحي بالقول على لسان مسؤول كبير -فضل عدم ذكر اسمه-: إن المكتبة حق للجميع، ومنطقة مفتوحة معرفيا، وأن الطلاب على قدر من المسؤولية، نحن خارج المسألة القانونية لأن هذه الكتب لم تدرس كمقررات للطلاب وهي موجودة على الإنترنت». المصدر نفسه أوضح أن المكتبة تحوي أكثر من مليون ونصف كتاب. فالمكتبة المركزية، والتي تبدو بمواصفات عالية في التصميم ومساحة كبيرة، يلاحظ المتجول بين كتبها التنسيق والهدوء في باحتها، فمدخل المكتبة الكبيرة يضم حراسا للأمن، وموقعا صغيرا مخصصا للقهوة. وعند السير قليلا نحو الأمام تجد رفوفا ضخمة مليئة بالكتب، وعلى محورين (في اليمين والشمال)، وتقع الكتب على ثلاثة طوابق من الرفوف «اللون الأصفر والأحمر والبرتقالي» للدواليب، إضافة إلى وجود مقاعد مائلة وحواسيب مفتوحة ومزودة بخدمة الإنترنت، كما أن المكتبة تضم مشرفين كثر يقدمون العون للباحثين والقراء من زوار المكتبة.