ثلاث عشرة لوحة لا تنطق إلا جمالا، في قاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية، حيث حشدت التشكيلية مريم عبدالوهاب نخبة من كل الأطياف والشخصيات الفنية والسياسية والثقافية، ومعظمها أتت من المملكة خصيصا لتشهد المعرض. افتتح المعرض الدكتور هاني ناظر ونقيب التشكيليين المصريين الدكتور حمدي أبوالمعاطي، والفنانة أسمهان توفيق (والدة التشكيلية مريم عبدالوهاب)، والتي أهدتها هذا المعرض تكريما لها ولما قدمته من دعم وتحفيز لتصل إلى ما وصلت إليه من شهرة. وأكد ناظر أنه شاهد إبداعا وتميزا في أعمال مريم، خصوصا أنه يهتم بالتجارب المميزة، موضحا أن هذا دأب المملكة في دعم الثقافة والفن العربي أينما كانا، ومبينا أنه على موعد في فبراير المقبل لحضور مهرجان جديد من مهرجانات القاهرة الفنية. واعتمدت مريم عبدالوهاب الرسم بالفحم، بعد أن عرفت بين التشكيليين بألوانها الخاصة والصاخبة، واستخدامها أحدث التقنيات لمزج الألوان، فما بين السيدين الأبيض والأسود لم تكن هناك رمادية، ولكن اللون البنفسجي الفاتح والذي يرجعه العارفون بعلوم الألوان إلى الروح، وهو ما رمت إليه الفنانة، سواء بالرسم أو التلوين. أما اللوحات فكما هي العادة لا أطلق عليها أسماء، إلا أني بحثت في طاقة الكون، ودرست فنونا جميلة في مدينة الأقصر، ووجدت أن رقم واحد له خاصيته عند المصريين القدماء. تقول التشكيلية مريم عبدالوهاب وهي تجول بين لوحاتها: «ركزت في الروح وما وراء الطبيعة في الكتب المقدسة والفلسفات، والتي تتفق جميعها في قوله تعالى: (ونفخنا فيه من روحنا)، فاكتشفت أننا لسنا في هذا المجال إنما هناك مجالات وعوالم أخرى لم ندركها بعقلنا المحدود، ومن هنا جاءت فكرة الكائن الذي يبدو في كل اللوحات أنه امرأة، ولكن ليس المقصود به تشبيهه بالمرأة، ولكن ربما لأني امرأة فجاء على هذه الشاكلة، كما أعتقد أن البومة رمز للحكمة وليس مصدرا للتشاؤم كما يدعي البعض. ومن جانبه، علق الناقد الدكتور مصطفى عبدالوهاب (والد الفنانة) على لوحاتها: «مريم اختصرت الألوان لدرجة اختزالها في الأبيض والأسود والبنفسجي، وركبتها تركيبة مختلفة، ووفقت في ذلك لدرجة كبيرة، وأعتقد أن هذه المجموعة تمثل تجربة واحدة، في 13 لوحة، رسمتها في وقت واحد وحالة وجدانية واحدة ولكن بصور مختلفة».