شكا عدد من سكان أحياء النسيم والبغدادية والخمرة الواقعة في محيط محطات معالجة مياه الصرف الصحي من انبعاث روائح كريهة منها، مشيرين الى أن تلك الروائح التي طالت مدتها اصابتهم بأمراض الحساسية وضيق التنفس والربو. ورأوا أن الحل يكمن في نقل محطات المعالجة بعيدا عن النطاق السكاني خاصة وأنه على ما يبدو لم تتوقع الجهات المختصة أن يمتد العمران إلى موقعها. حسين السهلي لا يخفي قلقه من تصاعد الروائح الكريهة، قائلا: جميع جيراني يتأذون منها.. فهي تسبب لهم الكثير من المتاعب، إذ تساعد على تكاثر البعوض والحشرات في مستنقعاتها وتزيد الأمر سوءا شاحنات تجر خلفها صهاريج كبيرة محملة بمياه الصرف الصحي تتنقل بين شوارع الحي. واقترح شادي عبدالله أن تعمل الجهة المسؤولة عن هذه المحطات على تحسين أدائها ورفع جودة المعالجة فيها بما يواكب التطورات العالمية المعمول بها حديثا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يسهم في حال تطبيقه في علاج المشكلة، وهذا بديل للحل المتعلق بالنقل. انقلوها بعيدا من جانبه، أشار سعيد باوزير إلى أن معاناة الأهالي ستستمر ما لم تنقل الجهات المختصة محطة المعالجة عن موقعها الحالي إلى موقع بعيد عن النطاق السكاني، مضيفا أنه مهما كانت الحلول فلن تفيد ما لم تنقل المحطة، وأتمنى من الجهات ذات العلاقة وضع اعتبار صحة المواطن والمقيم فوق كل اعتبار، خصوصا أن بقاء المحطة يسبب كارثة بيئية وصحية نظرا للكثافة السكانية التي تحيط بموقعها. ويحكي باوزير معاناة بعض المستأجرين ممن انتقلوا للسكن في مناطق أخرى بعد اكتشافهم وجود هذه الروائح وانزعاجهم منها، فضلا عن المشكلات الصحية التي سببتها لهم، مشيرا إلى أن هذا الأمر يسهم في اجبار المستأجرين على عدم السكن في تلك المنطقة والتاثير السلبي على القيمة الايجارية في شقق النسيم والبغدادية والخمرة. على الصعيد ذاته يقول سلمان عبدالله: الأضرار الصحية التي تنتج عن هذه الروائح كثيرة منها الأمراض الصدرية وخصوصا تلك التي تصيب الأطفال من الجنسين مثل حساسية الصدر والسعال، متمنيا أن يتم إيجاد حل عاجل حماية للأهالي المجاورين لهذه المناطق. «البلدي» يدافع ويوضح في المقابل أوضح رئيس المجلس البلدي في محافظة جدة الدكتور عبدالملك الجنيدي انه من الطبيعي عالميا وجود هذه المحطات في الأحياء السكنية بشرط توافر الاشتراطات الصحية والحفاظ على البيئة مثل عدم انبعاث الروائح وأن تكون بمعدلات مقبولة إلا أن زيادة المياه المراد معالجتها وعدم الالتزام بالطاقة الاستيعابية للمحطات يجعل الروائح تنبعث بشكل مؤذ للسكان. وأضاف: سبق أن قمنا بجولات عديدة في المحطات وخاطبنا الشركة لمعالجة هذه الروائح، وللأمانة فإن الشركة متعاونة وتتجاوب حال ورود شكاوى إليها. من جهة أخرى، خاطبت الصحيفة الناطق الإعلامي لوحدة أعمال المياه بجدة في شركة المياه الوطنية منتصف الأسبوع الماضي ووعد بالرد دون أي نتيجة حتى اليوم.