«أبلشونا» جماعة على وقتنا ما كانت الدراسة تعلق وكنا نحمل حقائبنا على ظهورنا تحت زخات المطر، ونخوض في الطين والطرق الموحلة للوصول إلى مدارسنا المتواضعة التي تخر أسقفها، وليتهم يدعون الخلق للخالق ويتفرغون للاستمتاع بأيام تقاعدهم ! المسألة يا سادة لا ترتبط بالطلاب والمدارس بقدر ما ترتبط بالسلامة المرورية وحركة السير في ظروف مطرية تتطلب التعامل بكل حكمة واحتياط للحفاظ على الأرواح وتأمين حركة السير وأعمال الصيانة والطوارئ ! والمقارنة بين الأيام الطينية وهذه الأيام مقارنة ظالمة وتفتقر للموضوعية، فالمدارس في السابق لم تكن تبعد غير عشرات أو مئات الأمتار عن بيوت الطلاب، بينما يضطر اليوم أغلب الطلاب والمعلمين للتنقل بين أركان المدينة المترامية الأطراف للوصول إلى مدارسهم ! أما القول بأن الدول الأخرى لا تعلق الدراسة في حالات الأمطار الغزيرة والعواصف فغير صحيح، ففي الدول المتقدمة يلجأون لتعطيل الدراسة عندما يصبح ذلك ضروريا ويعدونه جزءا من الحقوق الإنسانية، بالإضافة إلى أهمية حماية الأرواح وتخفيف العبء عن جهود وأعمال الطوارئ والإنقاذ والصيانة ! والتندر بأن الدراسة تعلق ليبقى الناس في بيوتهم بينما هم يخرجون للتنزه في البراري تندر في غير محله، فالغالبية غير محكومة بتصرفات القلة، وإذا كانت المسألة تندرا فأغلب الظن أن منتقدي قرار تعليق الدراسة هم من المتنزهين الذين يخشون أن نزاحمهم في نزهاتهم البرية !