في الوقت الذي تشارك فيه القطاعات الصحية بالمملكة المجتمع الدولي غدا الاحتفاء باليوم العالمي لمرض الإيدز، كشفت آخر الإحصائيات أن العدد التراكمي لجميع الحالات المكتشف إصابتها بالإيدز خلال الفترة من (1984-2014م) بلغ(21761) حالة منها (6334) سعوديا و(15427) من غير السعوديين، وشهد العام 2014م وحده تسجيل (1222) حالة بينها (444) سعوديا وسعودية و(778) غير سعوديين. وفي سياق متصل، أوضح البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن معدلات الإصابة بالعدوى بين السكان في دول مجلس التعاون الخليجي هي الأقل بين دول الإقليم إذ تتراوح ما بين 0.15 إلى 1.95 لكل 100 ألف نسمة، إلا أن وجود عدد من العوامل غير المواتية، والسلوكيات غير الإيجابية توجب ضرورة وضع أولويات واتخاذ إجراءت لكبح حدوث وانتشار الوباء على نطاق واسع، ويرجع الخوف من انتشار وباء فيروس نقص المناعة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الممارسات والسلوكيات السلبية لدى بعض شرائح السكان، وانخفاض مستوى المعرفة العامة حول فيروس الإيدز، وارتفاع نسبة الهجرة وتنقل الناس، والتحولات الاجتماعية الهامة الاستراتيجية المرتبطة بالتنمية من المدن الكبرى، وزيادة استخدام المخدرات عن طريق الحقن، والعمالة الوافدة المصابة من البلدان الموبوءة. وأكد أن وزارات الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي اتخذت العديد من الإجراءات للحد من انتشار هذا الوباء منها إيقاف استيراد الدم من الخارج، وتكثيف جهود التوعية عبر مرافقها المختلفة وتقوية الوازع الديني خاصة بين الشباب وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، ونشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه، والإقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض، والتخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين بعدواه نفسيا واجتماعيا ورعايتهم طبيا ونفسيا واجتماعيا. من جانبها، قالت ل«عكاظ» رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز الدكتورة سناء مصطفى فلمبان، أن المجتمعات العربية تعتبر محافظة بشكل عام مما يحد من ميول أفراد المجتمع بجميع مستوياته الاجتماعية والفكرية للبحث في قضايا عدوى الإيدز أو الخوض فيها أو التطرق إلى الحديث عنها لارتباطها بالسلوكيات الخاطئة في معظم الأحيان مما يؤدي إلى ضعف مستوى الوعي الاجتماعي ويزيد من الوصم والتمييز لمن تكتشف إصابته بالعدوى وحرمانه من حقوقه، كما أن ذلك يجعل العديد من أفراد المجتمع يحجمون عن التقدم طوعيا لفحص أنفسهم عن الإصابة بالإيدز من عدمها خوفا مما يترتب على ذلك، موضحة أن ضعف مستوى الوعي الاجتماعي عن عدوى الإيدز يقصر العدوى بممارسة الجنس المحرم فقط بالرغم من أنها قد تنتقل داخل إطار الزواج من أحد الطرفين إلى الآخر أو من الأم المصابة الحامل إلى طفلها. وأضافت «المتعارف عليه عالميا أن عدوى الإيدز تنتقل بشكل أوسع بين أفراد المجتمع دون أن يعلم المصاب عنها أو قد يعلم بها ويحجم عن الاستفادة من الخدمات الطبية المقدمة في ذلك المجال مما يزيد من رقعة الإصابة، وبالتالي فإن الأعداد المعروفة والمسجلة في النظام الصحي لا تشكل الحجم الواقعي لعدد الإصابات في المجتمع». وأكدت على أنه من المهم جدا أن يعي جميع أفراد المجتمع أنهم مسؤولون على حد سواء في الحد من انتشار العدوى بمعنى أن كل فرد في المجتمع يجب أن يلعب دورا هاما في مكافحة انتشار عدوى الإيدز بطرق عدة ابتداء من الجهود الفردية وانتهاء بالقطاعات المختلفة سواء حكومية أو خاصة.