طالب أهالي الحجرية بالحناكية، بتدخل هيئة مكافحة الفساد، لكشف غموض تعثر مشروع مدرسة البنات منذ ثماني سنوات، مشيرين إلى أنه أصبح المشروع الأطول تعثرا في تاريخ مدارس منطقة المدينةالمنورة. وأشاروا إلى أنهم شكوا لإدارة التعليم والتي وقفت على المشروع وبقى التعثر منذ سنوات دون أن يتغير شيء. وكان المشروع بدأ في العمل فيه بتاريخ 1429ه، على أن ينفذ خلال عامين، إلا أنه بعد مرور نحو سبعة أشهر تبين التعثر، ليتم إنذا المقاول، إلا أنه لم يصدر قرار سحب المشروع إلا بعد نحو 5 سنوات، من تعثر المشروع، ولم تزره اللجنة المختصة بالمشاريع المتعثرة، إلا بعد عام من قرار السحب، ولم يحسم أمره رغم مرور أكثر من ثمانية شهور على زيارة اللجنة. وبين الأهالي أن الحاجة ماسة للمشروع في ظل اكتظاظ طالبات الحجرية في مبنى متواضع مستأجر، وقديم يحتاج إلى إعادة تأهيل من حيث البنية التحتية والساحات المدرسية لتوفير المتطلبات التعليمية الآمنة للطالبات، وقد شكا أهالي القرية من تعثر مشروع المدرسة دون أن تتوفر أسباب مقنعة من إدارة التعليم بالمنطقة. وأشاروا إلى أنهم كانوا يتوقعون أن يتم الانتهاء من استحداث المدرسة الجديدة قبل عدة أعوام والذي سيحل مشكلة الاكتظاظ الذي تعاني منه المدرسة بسبب ضيق مساحة الغرف الفصلية، متسائلين عن أسباب تعثر المقاول وعدم جدية وزارة التعليم في إنشاء المدرسة. وطالبوا بسرعة تنفيذ المشروع المتوقف منذ أكثر من ثمان سنوات مؤكدين على أن مواد البناء من حديد وأسمنت موجودة حتى الآن، وكذلك أعمدة البناء التي تشكل خطرا على سلامة أهالي القرية. وناشد خليف هلال الحربي «نزاهة» بالتحقيق حول تعثر مشروع مبنى المدرسة، الذي سقط من حسابات الوزارة وأصبح معلقا، وأضحى يشكل خطرا على سكان الحي ولاسيما أن أعمدة الحديد أصبحت تشكل هاجسا، في ظل غياب متابعة وزارة التعليم للمشروع، الذي مضى عليه قرابة ثمان سنوات رغم أن مدة المشروع كانت عامين ولكنها تضاعفت لثلاث مرات. ويقول سامي مسعد الحربي: مطالباتنا وصلت إلى كل الجهات، وتكررت مرارا وتكرارا، ولكن دون أن نجد سوى الوعود، فإدارة التعليم بالمنطقة لم نجد منها جوابا كافيا ولم تحرك ساكنا، فالمبنى أصبح يحتاج إلى تدخل «نزاهة» لتحديد المسؤولين عن ذلك وتطبيق ما يقضي به النظام بحقهم، والعمل على سرعة معالجة ما يعترض المشروع من عقبات والبدء من جديد لإكمال المشروع. وطالب علي رشيد وزارة التعليم، بأن تحسم أمر تعثر المشروع، بعدما لم تستطع إدارة تعليم المدينة أن تفك سر انسحاب المقاول وتسببه في تعثر المشروع، وأن تشكل لجنة للتحقيق في ذلك التعثر الذي يحمل الكثير من علامات الاستفهام، كما طالب «نزاهة» بزيارة مشروع المدرسة ليشاهدوا مدى تأخر المشروع على أرض الواقع. من جهتها، اعترفت إدارة التعليم بالمدينةالمنورة، أن المشروع ضمن المشاريع المتعثرة، وأوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لتعليم المدينةالمنورة عمر برناوي، أن العمل بالمشروع بدأ بتاريخ 20/2/1429ه، وأنذر المقاول الإنذار الأول في نفس العام بتاريخ 18/11/1429ه، حتى تم إصدار قرار سحب للمشروع بتاريخ 28/5/1434ه، بسبب عدم جدية المقاول في العمل، وكون المشروع متعثرا تمت زيارته من قبل لجنة متابعة المشاريع المتعثرة بتاريخ 18/5/1436ه، وتم الوقوف عليه حيث وجد المبنى متوقفا على الأعمدة الأرضية، وأن العمل جار الآن على استكمال إجراءاته نظاما.