فاقمت عبارة «ما باليد حيلة» معاناة نساء أبو عريش، في ظل نقص عدد الأسرة في قسم الولادة بالمستشفى العام. وفيما اعترف مصدر مطلع في المستشفى (رفض الكشف عن هويته) بوجود عجز كبير في الأسرة، تحول الاستقبال إلى ساحة للملاسنات بين ذوي الحوامل والعاملين، والذين يعترفون بأنه لا كراسي شاغرة لاستقبال حالات ولادة، بينما لا يعرف الأهالي إلى أين يذهبون خاصة مع الحالات الحرجة. ويعتبر الكثير من الأهالي نقص الأسرة معاناة أزلية دون أن تمتد لها أيادي الرعاية سواء من إدارة المستشفى أو صحة جازان للقضاء عليها. ويروي محمد حسين، تجربته مع المستشفى، حيث قال: نقلت زوجتي للولادة، وعند وصولي تم رفض استقبال الحالة لعدم وجود سرير شاغر مما أجبرني الانتقال بها سريعا إلى مستشفيات المركزي وجازان العام، لكنني أيضا لم أجد هناك كرسي شاغر، مما تسبب في حدوث مضاعفات لزوجتي وجنينها. ويتهم عبدالعزيز محمد ما أسماه «الواسطة» بالتسبب في غياب هذه الشواغر -حسب قوله-، مبينا أنهم رفضوا استقبال زوجته، لكنه استعان مضطرا بصديق لإدخالها نظرا لسوء حالتها وخوفا عليها، ويعترف: نعم نجحت في إدخالها وتوليدها، ورغم أنني حصلت على كرسي ولادة، إلا أنني أنظر بالشفقة على حال من لا واسطة لهم. وانتظرت أم آمال، لساعات طويلة بعد ولادتها بغرفة الولادة، حتى تم توفير سرير لها، وقالت: لم يجدوا سريرا، فذهب زوجي محتجا إلى المدير المناوب، لكنه أبلغه بأنه لا يوجد سرير شاغر وعليها الانتظار حتى تخرج إحدى النساء المنومات. ويعيب أحمد عبدالله على إدارة المستشفى، أنها لا تحرك ساكنا حيال هذا النقص، داعيا وزارة الصحة بالتدخل لسد هذا النقص وتوفير أسرة في القسم لمواجهة الكم الهائل من الولادات وفتح غرف أخرى في نفس القسم لتغطية العجز.