أكد وزير الخارجية عادل الجبير ووزير الخارجية النمساوي أن موقف المملكة ثابت ولم يتغير من الأزمة السورية، خصوصا في ما يتعلق بكيفية تطبيق مبادئ جنيف1 التي تتطلب تأسيس هيئة انتقالية للحكم، لكي تستطيع سوريا الانتقال لمستقبل أفضل لا دور لبشار الأسد فيه على الإطلاق. وهو الأمر الذي جاء في اجتماعات فيينا، التي كانت تهدف لتقريب المواقف، مؤكدا أن الاجتماع الأول شهد تحقيق بعض النجاح في هذا الموضوع، إلا أن نقطة الخلاف كانت حول كيفية وتوقيت رحيل بشار الأسد. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الجبير أمس مع وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس، في مقر وزارة الخارجية بالرياض، واستعرض فيه وزير الخارجية أبرز ما تناولته المباحثات بينهما، التي ركزت على الأمور الثنائية وكيفية تعزيزها وتكثيفها في مختلف المجالات. وأكد عادل بن أحمد الجبير أن العلاقات السعودية النمساوية مميزة جدا، مشددا على سعي البلدين إلى تعزيز هذه العلاقات على جميع المستويات، مشيرا إلى الشراكة الاقتصادية بين البلدين، التي تؤكدها 400 شركة تمارس النشاط التجاري في المملكة. ولفت الجبير إلى أن المملكة تأمل خلال استضافتها لاجتماعات المعارضة السورية، توحيد صف المعارضة السورية، بوصفه هدفا رئيسيا، إلى جانب مساعدتها للخروج برؤية واحدة، لتستطيع أن تلعب دورا أكثر فعالية في المباحثات، مشددا على أن الهدف الأكبر لا يزال يتمثل في محاولة الوصول لحل سلمي يؤدي إلى إبعاد نظام الأسد، إلا أن الخيار العسكري يظل قائما، والدعم للمعارضة السورية مستمر، مؤكدا أن العملية السياسية ما زالت قائمة وأنه لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا. من جانبه، أشار وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس إلى الاتفاق النمساي السعودي حول تقديم مليون يورو للمساعدات في مجال التعليم، مشددا على أهمية العمل المشترك، وبذل الجهود اللازمة لدحر الإرهاب وتجفيف منابعه، والوقوف أمام التهديدات التي تطلقها التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وكل المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون ويتسببون بمعاناة الشعوب، ويعودون الى النمسا أو المملكة أو ألمانيا ويهددون تلك الدول بعد عودتهم. ونوه كورتس بما تبذله المملكة من جهود لأجل مساعدة اللاجئين السوريين واستضافتهم، لأن هؤلاء اللاجئين يحتاجون إلى المساعدة، مؤكدا أن العناية بهم داخل المنطقة تمنحهم فرصا أفضل للعودة بعد نهاية الأزمة إلى وطنهم. وأكد أن اجتماع فيينا2 كان إيجابيا من خلال تقارب أكثر في وجهات النظر بين الدول، إلا أنه لا يزال هناك بعض التباين بين الدول المشاركة وروسيا، وتباين أكبر بين هذه الدول وإيران في ما يتعلق بموضوع رحيل بشار الأسد.