عادت مدرجات الأندية السعودية مجددا لتخطف إعجاب بعضها الآخر في حالة فريدة قد لا تتكرر في غير ملاعبنا المحلية، التي لم يعد غريبا فيها أن يصفق جمهور ناد بعينه لنظيره في النادي المنافس وربما في ذات المباراة نتيجة مضمون التيفو الذي أطل به كما حدث في ديربي جدة مثلا عبر رسالة «صلاتي حياتي» التي قدمها الأهلاويون، ومن قبلها تيفو «حبيبي يا رسول الله» الذي قدمه مدرج الاتحاد ونال دعما واسعا وإشادة من جميع الرياضيين. فكما أن الأندية تتنافس على المستطيل الأخضر أصبح الجمهور هو الآخر يخلق تنافسا إيجابيا ومن نوع خاص سواء فيما يتعلق بالأهازيج أو الحضور، بلغ ذروته في مضمون اللوحات التي تتشكل على أطراف الملاعب وتحمل عبارات معينة فيما يسمى ب(التيفو)، غير أن الأمر الذي أثار الأسئلة هو قيمة ذلك وأهمية الضوابط التي تستند عليها روابط مشجعي الأندية في عمل هذه اللافتات وتكوينها واختيار عباراتها خصوصا أن روابط مشجعي بعض الأندية الجماهيرية منعت من رفع لافتات معينة لأسباب مختلفة. المشرف على الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب رجاء الله السلمي كشف أن هناك تنسيقا يجري بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في إدارة الإعلام والنشر ورابطة دوري المحترفين واتحاد كرة القدم للاشتراك في وضع ضوابط منظمة لهذا الأمر وتلزم بها مدرجات الأندية. يقول عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي إن تنافس مشجعي الأندية في رفع (التيفو) بما فيه من رسائل دينية واجتماعية يشير إلى الاهتمام الشرعي والديني في أوساط الشباب وهو أمر طيب وفيه الخير، لكن لابد له من ضوابط بمعنى أن يكون الشعار المرفوع أو (التيفو) لا يحتوي على مخالفات للنصوص الشرعية كالأمور البدعية وغيرها، مشيرا إلى أنها لو انتفت من ذلك فرفعت الجماهير هذه العبارات التي تحفز على الخير وذكر الله مثلا فلا بأس، والمهم ألا تعرض هذه اللافتات للامتهان أو تستغل لاستفزاز الخصوم بحيث يتكلم فيها المنافسون بشكل غير لائق، وأضاف: إذا توافرت هذه الشروط وأهمها اتباع ما جاء في الشريعة فيما يذكر من العبارات والشعارات فلا بأس من ذلك. من جهته، أشار مدير إدارة الإعلام والاتصال في رابطة دوري المحترفين أحمد المصيبيح إلى تعاون الأندية مع الرابطة في كل ما يتعلق بتطبيق التنظيمات الخاصة بجماهيرها ومنها طريقة ومضمون (التيفو) إلا أن الرابطة تسعى مع رعاية الشباب واتحاد الكرة إلى تقنين هذه المسألة ليس من باب الرقابة لكن لحفظ الحقوق، فالمهم أن يخدم (التيفو) جمهور النادي دون أي إساءة لجماهير الأندية الأخرى. وقدم المصيبيح شكره لجماهير الأهلي على (التيفو) الأخير الذي أبرزوه في مباراة الديربي الأخيرة مع شقيقهم الاتحاد باسم (صلاتي حياتي)، معتبرا أنه الأجمل في هذا الموسم حتى الآن ويأتي ثانيا بعد (تيفو) الاتحاد الموسم الماضي الذي حمل اسم (حبيبي يارسول الله)، مضيفا «نحن بحاجة إلى ترسيخ هذه القيم في نفوس الناشئة».