المواقف التصعيدية التي تلت إسقاط المقاتلة الروسية فوق الأجواء التركية بين موسكو وأنقرة لا يمكنها أن تخدم مسار الأزمة السورية والسبل الكفيلة لإنهاء مأساة شعب عانى الأمرين من نظام استبدادي أسدي، وسينعكس هذا الاحتقان سلبا على مكافحة الإرهاب أيضا في سوريا، لأن ملف مكافحة الإرهاب أصبح ملازما للنظام الأسدي الذي يعتبر الحاضن الرئيسي له. فضبط النفس والمواقف العقلانية هي المطلوب في هذه المرحلة لأنها المدخل الوحيد لعدم حرف البوصلة التي اعتمدها العالم إن من خلال مرجعية جنيف أو في اتفاق فيينا. إن معركة المجتمع الدولي هي مع الإرهاب، وعلى رأسه إرهاب بشار الأسد ضد السوريين وإرهاب الميليشيات المذهبية التي أفرزتها إيران في كل الأصقاع السورية، وإرهاب داعش الذي ولد في سجون الأسد وترعرع في حضن نظام الملالي. هذه هي المعركة التي سيتوحد العالم حولها وأي معركة أخرى ما هي إلا إلهاء عن المعركة الأساس. إن المصالح التي تربط تركيا وروسيا هي أكبر من طائرة سقطت، كما أنها لا يمكنها أن تلتقي مع الإرهاب بوجهيه الأسدي والداعشي، وما نأمله في هذه المرحلة تخفيف الاحتقان والتهدئة بين تركيا وورسيا لكي يستطيع البلدان المساهمة بدور جاد وحقيقي لحل الأزمة السورية وفق مبادئ جنيف.