أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدلرحمن السديس، أنه لا علاقة للإسلام بالإرهاب بكل صوره وأنماطه المعاصرة، فالإسلام دين الرفق والرحمة واليسر والتسامح. وأشار في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، إلى أن التفجيرات والهجمات والأعمال الدموية الإرهابية لا يقرها دين ولا عقل ولا نظر سديد، فهي تتنافى مع كل الأعراف والمواثيق الدولية، وإن الإسلام بريء من هذه التصرفات الشائنة التي لا تتماشى مع أصوله العادلة وقيمه الإنسانية السامية التي جاءت رحمة للعالمين، مشدداً على أهمية تكثيف الجهود في محاربة الإرهاب بحزم فكراً وممارسة لإحلال الأمن والسلم العالميين. وشدد على ضرورة تلمس المقاصد الشرعية واتباع السنة المحمدية، فهما مناط العز والنصر واسترداد سابق عز الأمة وتليد مجدها، مشيراً إلى أن فضل القرآن الكريم على سائر الكلام ليس بخافٍ على أحد، فهو ينبوع الحكمة وآية الرسالة ونور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، فليحرص المؤمن أن يتخذ القرآن أنيسه وأن يجعله جليسه على مر الأيام نظراً وعملاً. وقال في هذا العصر الزاخر بالصراعات المادية والاجتماعية والظواهر السلوكية والأخلاقية والمفاهيم المنتكسة حيال الشريعة الربانية، لا بد من العودة إلى أخلاق القرآن وآدابه، فما أجمل أن نعيش لحظات في رحاب آياته نستلهم نفحاته وعظاته ونجني أطايب ثمراته، ففي سورة الحجرات سورة الأدب والأخلاق التي تؤسس بالأدب مع الله ومع رسوله خير مثال ودليل على ذلك «يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم». وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية التي وطدتها شريعتنا الغرّاء وسعدت بها الدنيا عبر التاريخ، ما هي إلا صورة من التزام أوامر الله تعالى وهدي نبيه، مؤكداً أن من أعظم الآداب التي جاءت بها سورة الحجرات قول الحق سبحانه «يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». وزاد، «في غمرة الأحداث المتسارعة الدامية تحاول بعض النفوس الضعيفة شرخ تلاحم الأمة بشائعات باطلة وأكاذيب ملفقّة، يفترون على الناس الكذب». وقال في عصر الفضائيات وشبكات المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي يجب ألا نعطي آذاننا للمهازيل الأغرار الذين ينشرون الإفك والبهتان والأقاويل المفسدة بين المسلمين بالتدابر والهجران والغيبة والنميمة والسخرية، لقوله تعالى «ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون»، فهذه الآية في حق الساخر والمستهزئ والمغتاب في أعراض المسلمين، فكيف من يسفك الدم الحرام ويتطاول على بيوت الله بالإضرار بها وانتهاك حرماتها وترويع الساجدين الآمنين، إنها أضاليل أناس يخالفون بها قول الله تعالى «يا أيها الناس إنّ خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».. أي ليعرف بعضكم بعضا لا لتتنافروا أو تتشاحنوا أو تتقاتلوا.