قام باحثون من مركز امستردام للسرطان في جامعة فريجي الهولندية بتطوير تقنيةٍ فريدةٍ من نوعها حيث تكشف وجود عدة أنواع من السرطان في مراحلها الأولية من قطرة دم (عينة) تؤخذ من المريض. حيث إن طرق التشخيص المتبعة حاليا تعتمد على فحص الأورام وأخذ خزعات من الأنسجة المصابة والتي تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهود والأموال. التصوير المقطعي كمثالٍ يستطيع تمييز الأورام الكبيرة نسبيا فقط والتي عادة ما تكون في مراحل متقدمة من المرض. وتعرف طريقة تشخيص السرطان من خلال الدم، بالخزعة السائلة وتتميز بتشخيصها للخلايا السرطانية في مراحلها الأولية. وقد اكتشف الدكتور توم واردنغر رئيس الباحثين وفريقه أن الصفائح الدموية تراكيب غير خلوية تعتبر أحد مكونات الدم وتكون غير منتظمة الشكل المأخوذة من دم الأشخاص المصابين بالسرطان تحتوي على علامات مميزة من الحمض النووي الرايبي RNA، والتي ستساعد في معرفة المخطط التصميمي للحمض النووي DNA لأورام معينة. وتعتبر الصفائح الدموية المسؤول الأهم في عمليات تجلط الدم بشكل طبيعي، إلا أنه قد أوضحت دراسة جديدة الدور الكبير للصفائح الدموية في تطور الأورام وانتقال الخلايا السرطانية من عضوٍ إلى آخر في الجسم. وتحتوي الصفائح الدموية لدى مرضى السرطان على أنماط مميزة من الحمض النووي الرايبي مما سيسهل التمييز بين الأشخاص الأصحاء والمرضى عبر فحص الدم وبدقة 96 % لأغلب أنواع السرطان. وقد قام الباحثون بدراسة عينات الدم لأكثر من 200 مصاب بأنواع مختلفة من الأورام، حيث تم تشخيص وجود المرض وكذلك نوعه وهل وصل لمرحلة الانتشار عبر الأعضاء أم لا. مرورا بستة أنواع مختلفة من الأورام تم تشخيص الورم الأولي بينها بدقة نسبتها 71 %. وقد يساعد اختبار الصفائح الدموية الشامل أيضا في تحديد أي علاج هو الأفضل عبر فحص الدم بشكل دوري مما سيساعد في معرفة مدى فعالية العلاج. وعلى الرغم من كون هذا الفحص لا زال قيد الاختبار، إلا إن فريق الدكتور توم يعمل على جعله سريعا ورخيصا ومتوفرا للاستخدام العام. ومن المتوقع أن يكون هذا الفحص قيد الاستخدام في العام 2020.