يعكف فريق علمي من الجامعة الحرة بأمستردام في هولندا في الوقت الحالي على تطوير طريقة جديدة لاكتشاف مرض السرطان، من شأنها أن توفر الكثير من الوقت والمال والمعاناة على المرضى. واكتشف الفريق العلمي المنتمي للمركز الطبي للجامعة أن جميع الصفائح الدموية لمرضى السرطان تحتوي على علامات جينية فريدة، ما يسهل من اكتشاف أنواع مختلفة من المرض. ونشر الفريق نتائج أبحاثه في الدورية العلمية "كانسر سل"، والتي أظهرت إمكانية تشخيص المرض ومعرفة المصابين به بتحليل عينة دم بسيطة قد تصل إلى نقطة واحدة، وبدقة عالية تصل إلى 95 بالمائة. وأوضح الطبيب توم فوردنغر، رئيس الفريق، أنهم أجروا اختبارات على أكثر من 200 مريض بأنواع مختلفة السرطان، إذ لم يتمكنوا فقط من اكتشاف الخلايا السرطانية، بل تمكنوا من التعرف على النوع الذي يعاني منه كل مريض، وإمكانية انتشاره في المزيد من مناطق الجسم. ويأمل الطبيب فوردنغر أن تتوافر هذه الطريقة البسيطة لتشخيص واكتشاف المرض على نطاق واسع في عام 2020. يشار إلى أن اكتشاف أغلب أنواع السرطان في الوقت الحالي يعتمد على أخذ عينة من أنسجة الجسم وفحصها. من جهتهم، يعكف الباحثون في مجال السرطان بجد على فهم أبعاد الاكتشافات التي حصلت على جائزة نوبل للكيمياء لعام 2015، التي منحت لثلاثة علماء اكتشفوا كيفية قيام الخلايا بإصلاح التلف الذي يلحق بالحمض النووي لدى انقسام الخلية. فحين تفشل آلية إصلاح الحمض النووي، يصبح الإنسان عرضة للإصابة بالسرطان. ويصدق هذا تماما مع الأشخاص الذين تتلف لديهم آلية الإصلاح التي اكتشفها بول مودريك، الباحث بمعهد هاوارد هيوز الطبي وكلية الطب بجامعة ديوك الأميركية. وفاز كل من الأميركي مودريك، والسويدي توماس لندال، والتركي عزيز سنكار، بجائزة نوبل للكيمياء عن أبحاثهم الخاصة بآليات إصلاح الحمض النووي، ووضع خريطة لكيفية قيام الخلايا بإصلاح هذا التلف حتى لا تظهر هذه الأخطاء في المعلومات الوراثية. وأظهرت دراسة صغيرة نشرت في وقت سابق من العام أن 92 في المائة من مرضى الحالات المتقدمة لسرطان القولون والمستقيم الذين لديهم تلف في آلية الإصلاح، استجابوا للدواء الذي تطرحه شركة ميرك آند كو باسم "كيترودا" القائم على تنشيط الجهاز المناعي، مقارنة بنحو 16 في المائة فقط من المرضي الذين لا يعانون من هذا التلف. ويعتقد الباحثون أنه نظرا لأن جهاز المناعة مدرب على التعرف على الغزاة الدخلاء، فيمكن للعلاجات التي تعزز الجهاز المناعي مثل عقار كيترودا أو عقار أوبديفو، الذي تنتجه بريستولمايرز سكويب أن تعمل بكفاءة أكبر للتصدي للأورام التي تنطوي على تحورات. ورغم قوة هذه الاكتشافات، إلا أنها لا تزال مبدئية.