أكد اقتصاديون وخبراء ل «عكاظ»، أن مشاركة المملكة في مجموعة العشرين جاء انطلاقا من الثقل الاقتصادي الذي تحتله على المستوى العالمي؛ ومشاركتها الفاعلة في رسم السياسة الاقتصادية العالمية، مشيرين إلى أن مشاركة المملكة في قمة العشرين تأكيد لدورها الإقليمي والدولي كدولة رائدة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. وبينوا أن المملكة أثبتت حضورها الفاعل عبر تقديم الدراسات والاقتراحات الداعمة لرسم السياسيات الاقتصادية العالمية، مبينين أن تواجدها في قمة العشرين يعطي دول مجلس التعاون الخليجي بعدا هاما واستراتيجيا. وأوضح عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث، أن مشاركة المملكة في قمة العشرين في أنطاليا التركية تعد مكسبا سياسيا واقتصاديا ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن المملكة الدولة العربية الوحيدة بين الدول العشرين الكبار اقتصاديا، لافتا إلى أن هذه الدول تمثل العمود الفقري للاقتصاد العالمي، بحيث تستحوذ على النسبة الأكبر من الموارد المالية وتسهم في دعم النمو الاقتصادي، مؤكدا أن المملكة تلعب دورا اساسيا في المشاركة في القرارات التي توجه الاقتصاد العالمي بالاتجاه الايجابي. وذكر أن المملكة كغيرها من الدول العالمية تأثرت بانخفاض أسعار النفط منذ منتصف العام الماضي وحتى الأن، و لكنها تمتلك احتياطيا كبيرا من النقد و العملة الصعبة؛ الأمر الذي ساعدها في التقليل من حجم الآثار السلبية الناجمة عن تراجع أسعار النفط، مؤكدا أن المملكة تبذل قصارى جهدها في سبيل تحقيق النمو الاقتصادي العالمي بشكل مرضي. وقال: «المملكة استطاعت عبر السياسة الاقتصادية المتوازنة والمتحفظة والطموحة من تحقيق نمو بمقدار 3,8 في المئة»، لافتا إلى أن المملكة تبقى محط أنظار العالم لما تمثله من مكانة استراتيجية و اقتصادية؛ الأمر الذي يدفع الكثير من الدول العالمية تتحرك بشكل جاد لإبرام شراكات اقتصادية، مشيرا إلى أن المملكة لا تتحرك على الصعيد الاقتصادي فقط وإنما تعمل في جميع المجالات السياسية والتنموية؛ الأمر الذي تمثل في إنشاء ودعم مركز محكافحة الإرهاب؛ بهدف الوقوف أمام تنامي هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد جميع الدول العالمية. وقال الخبير الاقتصادي الدكتور تيسير الخنيزي: «المملكة من أقوى الاقتصاديات على مستوى الشرق الأوسط وكذلك على المستوى العالمي»، مشيرا إلى أن المملكة بما تمثله من قدرة على تصدير النفط وامتلاكها مخزونا احتياطيا كبيرا من البترول استطاعت أن تفرض نفسها كقوة اقتصادية عالمية، مضيفا أن المملكة لديها القدرة على تصدير نحو 12,5 مليون برميل يوميا؛ ما جعلها من الدول القادرة على المشاركة الفاعلة في رسم الخارطة الاقتصادية العالمية؛ نظرا لقدرتها على التحكم في أسعار النفط بفعل سياستها المتوازنة في عملية العرض والطلب، موضحا أن المملكة تمتلك احتياطيات ضخمة من العملة الصعبة؛ ما جعلها قادرة على المساهمة الفاعلة في صندوق النقد الدولي وكذلك في المؤسسات الدولية الأخرى، وبالتالي أعطاها وزنا ثقيلا على المستوى العالمي؛ ما فرض على الدول الصناعية والمتقدمة احتضانها للمشاركة في وضع السياسات الاقتصادية التي تسهم في استمرارية النمو الاقتصادي على المستوى العالمي. واشار إلى أن المملكة باعتبارها عضوا فاعلا في مجموعة العشرين تعمل على المشاركة الإيجابية في عملية انعاش الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن عملية انعاش الاقتصاد العالمي ليست بهذه السهولة، إذ أنها عملية معقدة وصعبة للغاية؛ نظرا لوجود عوامل ومشكلات في بنية البلدان التي تواجه صعوبات وأزمات مالية في الوقت الراهن. وذكر أمين عام اتحاد غرف التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي، أن مشاركة المملكة كانت تأكيدا للدور الإقليمي والعالمي الذي تلعبه على الساحة السياسية والاقتصادية، حيث تمثل دول الشرق الأوسط في قمة الكبار العشرين، مشيرا إلى أن المملكة تنتهج سياسة ثابتة في علاقاتها السياسية والاقتصادية، حيث تعتمد مبدأ الاحترام المتبادل والمحافظة على الحقوق، مؤكدا أن المملكة لاعب أساس في القرارات الدولي، فوجودها في قمة العشرين يمثل صمام أمان للمصالح الاقتصادية والسياسية للبلدان الخليجية، إذ أن المملكة جزء مكمل من المنظومة الدولية في استقرار الأوضاع الاقتصادية، كما أن مشاركة المملكة تعزز من تواجدها وحضورها على الصعيد العالمي، مشيرا الى أن تواجد المملكة في قمة العشرين يعطي دول مجلس التعاون الخليجي بعدا هاما على الصعيد الاقتصادي، لاسيما وأن منطقة الخليج تحتضن ثلث مخزون الطاقة من النفط و الغاز، مضيفا أن المملكة لاعب أساس في توفير الطاقة وتحقيق الاستقرار في أسواق البترول العالمية؛ ما يعني أن وجودها في قمة العشرين يخدم الاقتصاد العالمي.