حاول أهالي جنوبي وشرقي جدة، أمس تجنب استعادة فوبيا الأربعاء الأسود لعام 2009 م، إلا أن كميات مياه الأمطار التي أغرقت شوارع قويزة وطريق مكة القديم على وجه التحديد، جعلت القلق يعود إلى كثير من الأهالي، في وقت بدأت الشائعات تتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول قدوم سيل على طريق مكة. وأكد عدد من الأهالي ممن التقتهم «عكاظ» أن الخوف عاد إليهم في ظل كميات الأمطار التي هطلت أمس، واجتاحت الشوارع، مطالبين الجهات المسؤولة عن إدارة الأزمات، بسرعة إعداد الخطط والبرامج لمواجهة الأمطار كتصريف مياه البرك والمستنقعات وتجفيف الشوارع والأحياء، وانسياب حركة المرور. وأكد محمد غالي الحربي من سكان شرقي جدة قضيت مع أسرتي شبه يوم كامل دون كهرباء ووصلت إلى مرحلة الاحتجاز داخل منزلي، فقد دخلت مياه الأمطار، وغطت نسبة من الدور الأول فركضنا إلى الدور العلوي حتى لا نغرق، وحاولنا التغلب على المشكلة، لكن بحلول واجتهادات فردية. ويتفق معه أحمد الأنصاري: ما حدث في جدة أزمة حقيقية يجب على كل الجهات الوقوف عليها لمعالجة المشاكل من جذورها، وتمنى أن لا يستمر تجمع المياه أكثر من اللازم. ويقول محمد القاضي من سكان قويزة، إنه رغم انتهاء هطول الأمطار، إلا أن المرافق لم تعد إلى طبيعتها ولم تعمل حتى الآن، فيما كان لزاما على الجهات المسؤولة سواء في الدفاع المدني أو الأمانة، سرعة تنفيذ الخطط الشاملة لمواجهة الحالات الطارئة. وأضاف محمود الودعاني: «تعودنا في كل موسم أمطار من كل عام أن نواجه غرق معظم شوارعنا، وتقاطعاتها، وطرقاتها، وأنفاقها، حيث تجمعت مياه كثيفة فأعاقت الحركة، وحلوت المدينة إلى حوض سباحة». وتساءل الودعاني: ماذا أعدت أمانة جدة للأمطار التي داهمتنا، هل تم فعلا تنظيف جميع قنوات تصريف مياه الأمطار والسيول إلى مجاريها الرئيسة، وهل تم توزيع فرق العمل على المناطق الأكثر تضررا في المدينة شماليها وشرقيها ووسطها، أما جنوبجدة فهو يعاني من طفوحات الصرف على مدار العام، وتأتي مياه الأمطار والسيول لتزيد من معاناة سكانها.