المتسمرون في أغلب دول العالم اليوم أمام شاشات التلفزيون والمتابعون للأخبار المتهافتة علينا من كل صوب يجد أن أغلبها بعناوين مؤلمة: تفجير، قتل، تشريد، احتجاز، اختطاف، إعدام. كل هذه الألفاظ المفزعة تأتي في ظل غياب الأمن، ولا نقصد مكانا أو بقعة محددة بقدر ما نستشف أن غياب الأمان يعني غياب الإنسانية عن البعض ووأد كل بناء وفكر خلاق. اجتمع قادة مجموعة العشرين في أنطاليا طوال الأيام الثلاثة الماضية وخلصوا إلى أهمية المحافظة على ترتيب الصف العالمي ونبذ الإرهاب ومحاربته بكل الأشكال، فأغلب الدول الحاضرة شهدت أركانها شيئا مما سبق ذكره، وباسم الإسلام أو بأي دعاوى التعنت والإجرام. تستطيع كل دول العالم الاستمرار في خططها ونهجها البناء في السمو بمستوى رفاهية الشعوب، متى من كان الإخلاص في العمل والجد في الأهداف، ولهذا فلا بد أن تكون للقمة وغيرها من الاجتماعات عالية المستوى الدور في كبح أطماع وخطط استخباراتية وأجندات مخفية تحاك في الخفاء وتظهر للعلن صورا مغايرة كالحمل الوديع، وكشف تلك الأجندات يعني بتوحيد الجهود والتفاني في فهم ما يقصده المخربون في البلدان وأن المصالح الشخصية والترويج للأفكار الهدامة سيمضي ما لم يواجه بقوة وحزم. كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تلخص كثيرا مما يصبو له المجتمعون فعلى الفرقاء في سوريا إيجاد حل وفقا لمقررات جنيف 1، وعلى اليمنيين إيجاد حل سياسي وفق قرارات مجلس الأمن 2216. وأشار الملك سلمان بصورة واضحة إلى القضية الفلسطينية وأهمية أن يكون هناك حل عادل لها. كل ما سبق يقضي كمبررات على استمرار الإرهاب والأعمال الإجرامية في المنطقة التي يقوم بها البعض في ظل عدم الاستقرار، فمن رحم المآسي تخرج الأحداث الجسام ويبقى على العقلاء فهم ما يخفيه الآخرون والاحتراز منه كي لا يستمر في النمو. أهم ما يقال هنا أيضا الشباب، هم وقود كل حرب وقوة كل دولة، فيجب توجيههم إلى ما يساهم في نماء أنفسهم وأوطانهم واستمرار تحضرها وليس في هدم ما بناه الآخرون وورثوه عن أجدادهم وأسلافهم من مئات السنين. والضرب بيد من حديد على كل من يخرب العمار ويؤذي البشر، والإرهاب كالشجرة الفاسدة لن تستمر في النمو ما لم تجد ما يعزز تواجدها، فتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على موارده المالية أهم الخطوات لتقويض حجمه ونكش عشه. العالم يترقب 20 قائدا ليقولوا كلمتهم ويحموا بإذن الله أوطانهم بمنع من يثير الفتن في الاستمرار بمخططاته، والمشكلة العظمى أن جنود الإرهاب متوارون ورؤوس العصابات المجرمة أمام الأشهاد واقفون.