ديوان شعر مزين بصور الشخصيات التي تعرف عليها، أو سمع عنها الشاعر عبدالعزيز النجيمي فكتب عن الكثير ممن عرف من أهل جدة، والذين كان لهم تاريخ يعرفه المعاصرون لشخصيات اجتماعية. وقد تسلمت الكتاب يوم وفاة الشيخ الحبيب محمد درويش رقام، إلى دار البقاء -عليه رحمة الله-، فبكيت الرجل الشهم الذي كان عبارة عن موسوعة لتاريخ جدة وأهلها. في العام 1381ه تحول عملي من مكتب جريدة البلاد السعودية بمكة المكرمة إلى جدة للعمل سكرتيرا للتحرير، فسكنت في شقة بعمارة الشيخ باقبص خلف مطعم سميراميس. وكان مركاز الشيخ محمد درويش رقام بجوار عمارة باقبص حيث يلتف حوله عدد كبير من أنداده أو الباحثين عن تاريخ جدة.. قديما وحديثا. وذات مساء زارني أخي الأستاذ عبدالعزيز فرشوطي وعند خروجنا سويا وقف الأخ الفرشوطي ليسلم عليه في مركازه وعرفني به فوجدته رجلا ملأ إهابه الشهامة.. ومن ذاك المساء تحولت إلى فرد من المجموعة التي تطرب لحديث الشيخ محمد رقام رحمه الله. وقد سعدت بما تضمنه الديوان وبالذات ما نظمه الشاعر عن الشيخ محمد رقام ومنه قوله: رقام دمت بصحة وبخير حال أكملها أوراقا لنا لم تكمل شرفت بالألقاب صاحب موجب وهوي جدة والفتى المتأصل قالوها في «أمثال جدة» حكمة خذها من «الرقام» لا من «أجهل» وللتاريخ فقد كان إنسانا كريما لا يمضي يوم وآخر إلا ويتصل بي للاطمئنان وتجديد العلاقة التي قضى عليها تباعد المواقع، وعندما أصابه المرض أخيرا وبقي العناية المركزة في المستشفى حاولت زيارته فقيل لي إنه في غيبوبة وليس بالإمكان زيارته.. وكان موته فجيعة لي لما بيني وبينه من علاقة حميمة، ولذا فقد شكرت للأستاذ الشاعر عبدالعزيز النجيمي عندما ضمن ديوانه ((أنا جدة)) أكثر من قصيدة عن الأستاذ محمد درويش، ذكر فيه تاريخه وتاريخ مركازه والتاريخ القديم الذي كان يتحدث به عن جدة. رحم الله الشيخ محمد درويش رقام وأسكنه فسيح جناته والشكر لأخي الشاعر عبدالعزيز النجيمي على إهدائه لي نسخة من الكتاب الموسوعة. السطر الأخير: كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول