ماذا يعني أن تكون المملكة العربية السعودية عضوا في مجموعة العشرين وماذا يعني أن تكون الصوت العربي الوحيد الموجود في هذه القمة المهمة؟ أسئلة تشير إلى مكانة بلادنا في المجتمع الدولي وهي تكشف وتؤكد حقيقة وزنها الاقتصادي ودورها الريادي في منطقة تشغل العالم بما تمثله من تأثير في أسواق الطاقة وثقل اقتصادي وتغيرات سياسية. وحين تشارك في هذه القمة فإنها تتحرك من مسؤوليتها القومية وحضورها الإقليمي والعالمي وتعمل على أن تكون الصوت المنصف المعبر عن جزء مهم من العالم وتسعى مع شركائها وأصدقائها لجلب المنافع لأهل هذه المنطقة والإسهام بإمكاناتها وقدراتها في دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وجهود المملكة في هذا الاتجاه تدخل في صلب سياستها ورؤيتها لأهمية الاستقرار والتنمية والأمن. ونظرة على جدول أعمال القمة العشرين المنعقدة في أنطاليا بتركيا تؤكد الرؤية الاستشرافية للمملكة، فالقمة تضع على جدول أعمالها ثلاثة ملفات هي: توليد الوظائف، وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوسيع وتحسين مشاركة المرأة في الحياة العملية، فالملفات الثلاثة التي تناقشها القمة كانت المملكة قد خطت فيها خطوات كبيرة، فهناك برنامج تطوير مهارات الإنسان السعودي وتمكينه من العمل، وفي هذا العام تأسست الهيئة الوطنية لتوليد الوظائف التي تعنى بالاقتصاد الإنتاجي الذي يولد الوظائف وليس الاقتصاد الريعي الاستهلاكي كما كانت المملكة -ومنذ فترة طويلة- تعنى بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتدعمها من خلال صناديق الإقراض وبرامج الغرف التجارية حتى أصبحت هذه المؤسسات تشكل جزءا أساسيا من مؤسسات الإنتاج الوطني، أما تحسين مشاركة المرأة فقد عملت المملكة على فتح المجال أمام المرأة تعليما وتدريبا وتشغيلا حتى بات حضورها اليوم واضحا في شتى المجالات. إذن، مشاركة المملكة في قمة العشرين يعني أنها تسير على طريق التنمية المتوازنة بما يحقق المصلحة لمواطنيها ويزيد من قوة اقتصادها واستغلال طاقاتها كما يجلب المنافع للمجموعة العربية بما يساعد شعوب المنطقة على مواجهة ظروفها الاقتصادية. المملكة تعي أهمية أن يدرك العالم ضرورة مشاركته في الرفع من مستوى المعيشة في هذه المنطقة لأن ذلك يقودها إلى المزيد من الأمن والاستقرار ويدفع عنها الأخطار الناتجة عن الإفرازات الاقتصادية. ومشاركة المملكة في هذه القمة الكبيرة التي يشكل أعضاؤها 85% من اقتصادات العالم تعمل على رفع نسبة النمو 2 % فوق ما تهدف إليه كل دولة، كل هذا يعطي الأهمية الكبرى لمشاركة المملكة في هذه القمة ليس فقط لصالحها الوطني ولكن لجلب المنفعة للمنطقة العربية بما ينعكس على استقرارها وأمنها.