أدت الأحداث السياسية المتعاقبة وعلى رأسها الإرهاب، إلى دخولها ضمن الملفات الساخنة على المنصة الاقتصادية الأعلى عالمياً، حيث من المنتظر أن تُعقد اليوم قمة قادة دول مجموعة العشرين في مدينة أنطاليا بتركيا، وسط توقعات بمناقشة الأحداث الإرهابية التي تضرب مناطق العالم، وقضية اللاجئين السوريين، في حين تتطلع الدول المشاركة إلى وضع خطة اقتصادية قوية ومتوازنة للمساهمة في دعم النمو الاقتصادي. الأهداف الاقتصادية بحضور قادة دول اقتصادات العالم الكبرى وبلدان الأسواق الناشئة والدول النامية والمسؤولين في المنظمات الاقتصادية الدولية لمناقشة خطة الاتجاه العالمي للتنمية الاقتصادية، ستسلط القمة الضوء على ملفات الاستثمار والتجارة، والتوظيف، والمنافسة، وصولا إلى الإصلاحات والحلول واستراتيجيّات التنمية. ووفقاً لمصادر مطلعة، ستتناول القمة ملف المتخلفين من الضرائب والبحث عن خطة فعالة لملاحقتهم وإيجاد الحلول المناسبة، حيث أوضح أنه في إطار خطة العمل هذه، سيتم وضع استراتيجية تجبر الشركات العالمية الكبرى في الدول على دفع ضرائب أعلى، فيما من المنتظر أن يتطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وضع خطة اقتصادية قويّة، متوازنة عالمية، تسهم في النمو الاقتصادي. الملفات السياسية يواجه قادة دول العشرين تحديات سياسية واقتصادية عدة، في طريقهم إلى تمكين الاقتصاد العالمي من نمو قوي ومستدام ومتوازن، حيث من المرتقب أن تركز القمة على محاور اقتصادية ضرورية مثل بطء النمو الاقتصادي العالمي، توفير فرص العمل ودعم الشباب، زيادة نمو التجارة العالمية، وتعزيز الاستثمارات. وباقتراح من الرئيس التركي ستتم في اليوم الأول من انعقاد القمة مناقشة أزمة اللاجئين، وقضية الإرهاب، وبهذا ستكون الأزمة السورية، وقضية اللاجئين، ومكافحة الإرهاب على رأس القضايا التي ترغب تركيا بمناقشتها وإثارتها في القمة. مشاركة المملكة وحول مشاركة المملكة في هذه القمة، قال الخبير الاقتصادي سدات يلماز في تصريح إلى "الوطن" إن مشاركة المملكة في القمة وحضور خادم الحرمين الشريفين لها بوفد رفيع المستوى دلالة واضحة على الأهمية التي توليها المملكة للقمة ولتركيا أيضا، مضيفاً: "ومن دون شك المملكة تلعب دوراً مهما في قمة مجموعة العشرين بصفتها مالكة لأكبر احتياطي نفطي في العالم. وأضاف يلماز: "لقد شهدت العلاقات التركية السعودية خلال الأشهر الماضية زخما كبيرا إذ كان هدفها تعزيز العلاقات في كافة المجالات ودفعها إلى الأمام ومن هذا المفهوم والإرادة المشتركة فقد تم التوصل إلى رؤية مشتركة في عدد من المسائل السياسية والاقتصادية". وأشار إلى أن مشاركة المملكة تأتي في ظروف وواقع مختلف، حيث إنها تبدأ حالياً مرحلة جديدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المعروف بثقافته الاقتصادية والسياسية الكبيرة، مشيراً إلى أن تركيا ترى أن اقتصاد المملكة قادر على تجاوز مستجدات الساحة إقليميا ودوليا، وليس من دليل أقوى على ذلك من قدرتها على وضع ميزانية مالية لم تتأثر بهبوط أسعار البترول في وقت. رئاسة تركيا تولّت تركيا رئاسة القمة لعام 2015 في نهاية قمة مجموعة العشرين التي أجريت في أستراليا العام المنصرم، فيما نظمت القمة حتى الآن ما يقارب 60 اجتماعا في إطار قمة مجموعة العشرين، في مختلف الفعاليات وفي أنحاء مختلفة من العالم، كما أن تركيا هي من ستقوم بتغطية الفعاليات المتعلّقة بالقمة على مدار العام وستكون قد استقبلت ما يقارب 60 ألف شخص، ضمن فعاليات القمة.