توفي في أحد المستشفيات، الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد (85 عاما)، بعد مرض عضال، كان زميلا لرواد الشعر الحر بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وشاذل طاقة، عندما كانوا طلابا في دار المعلمين (كلية التربية) نهاية الأربعينات من القرن الماضي، فهو كتب الشعر الحر أيضا ولكنه يميل إلى كتابة القصيدة العمودية العربية بضوابطها. وترى الناقدة العراقية صفاء الهندي، أن تجربة الشاعر الراحل مليئة بالشجن والاغتراب وقالت اختار الراحل الغربة باعتبارها ملاذا آمنا للإنسان، إلا أنها لم تكن يوما ما بديلة له عن الوطن، مؤكدة أنه شاعر وطن وإنسان امتدت فيه جذوره الأولى وضربت عروقه في أعماقه حتى تغذت روحه من تأريخه وسقيت تجربته من حضارة وثقافة إنسان العراق، ولذلك بقي الوطن هاجسا روحيا ونفسيا وشعورا محفوظا في دم عبدالرزاق عبدالواحد وفي شعره، مشيرة إلى أن شوقه وحبه وحنينه ودموعه ومشاعره وأشعاره وكلماته حتى لحظاته الأخيرة في الحياة كلها كانت مستنفرة تصبو نحو وطنه. فيما قال الشاعر العراقي هزبر محمود نشر خبر وفاته قبل أكثر من شهر وخذلني حين نهض شاهقا من ركام القوافي، وأضاف ليته فعلها اليوم ثانية وخذلني في الموت كما لم يفعل في الشعر وردد (خوفا على قلبك المطعونِ من ألمي، سأطبق الآن أوراقي على قلمي، نشرت فيك حياتي كلها علما، الآن هبني يدا، أطوي بها علمي). فيما وصف الناقد الدكتور حسن النعمي رحيل عبدالواحد بالفقد لتجربة شعرية عملاقة وذاكرة ثرية ارتبطت بالثقافة العربية وبمهرجان المربد، ويرى أن الراحل ممن يحترمون الكلمة ولذا وصل إلى الناس بدون مشروع شعري شأن درويش والثبيتي إلا علاقته بالحياة وذلك سر ثراء التجربة، مؤملا ألا تضيق مساحات الإبداع الشعري برحيل الرموز الكبار. حصل عبدالرزاق عبدالواحد على العديد من الجوائز منها وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي في بطرسبرغ عام 1976 ودرع جامعة كامبردح وشهادة الاستحقاق منها 1979 وميدالية (القصيدة الذهبية) في مهرجان ستروكا الشعري العالمي في يوغوسلافيا 1986، وعلى الجائزة الأولى في مهرجان الشعر العالمي في يوغوسلافيا 1999 ووسام (الآس).