من حق طالبات أحد المجمعات المدرسية للبنات، التي تضم مدرستين ابتدائية ومتوسطة، إبداء مخاوفهن من أي فرصة لجريان سيول بعد هطول أمطار غزيرة، بعد أن «طمست» إحدى الشركات المنفذة لمشاريع الطرق والسفلتة وعودها بعمل سفلتة وأرصفة أمام المدرسة الابتدائية الخامسة والمتوسطة الثانية، خصوصا أن هناك مجرى سيل يتطلب إكمال مشروعات بالسفلتة والأرصفة، إلا أن العمل على أرض الواقع يظهر البطء في التنفيذ، مع تلمس الكثير من التصدعات في الأرصفة وإخلال في عمليات السفلتة، بما يهدد إضعاف العمل والمشروع وخروجه، في حال اكتماله ولو بعد حين، بشكل مشوه يثير القلق والمخاوف لدى الطالبات وأولياء أمورهن بالطبع. وتلقت «عكاظ» عدة مكالمات يملؤها التضجر والأسف، من قبل عدد من أولياء أمور الطالبات في ذلك المجمع المدرسي، الذي يدرس به أكثر من 500 طالبة، خصوصا أن الصحيفة سبق أن نقلت الواقع من قبل، حيث تم الوعد بإنهاء المشروع بأسرع وقت ممكن، لكن لا فائدة للوعود حتى تاريخه. القلق مستمر مع الدوران وابتدر جميل السعيد قوله مستبشرا بما نقلته «عكاظ» من قبل، حينما نقلت - على حد قوله - الحقيقة من الواقع الملموس لمعاناة أولياء أمور طالبات المجمع المدرسي، من عدم سرعة الإنجاز للشركة المنفذة لتصريف مجرى السيول، والذي ينفذ في شارع يكتظ بمركبات المواطنين، التي تزيد على أكثر من 50 سيارة. وقال السعيد: «أصبحت الوعود تتبخر من حين إلى حين آخر، ونحن لا نعرف ما هو السبب الرئيسي لعدم إعادة السفلتة لهذا الطريق، بعد أن أكملت الشركة وضع الخرسانات الأسمنتية الخاصة بتصريف السيول، وأهملت الشارع عن بكرة أبيه؛ ما تسبب لنا في مشاكل عديدة والمزيد من القلق، من ناحية دوران المركبة هناك»، مطالبا من بلدية ضباء التدخل السريع لإعادة الحياة الطبيعية لهذا الطريق بالطرق النظامية، والضغط على الشركة لتسريع وتجويد التنفيذ. ترك «آلية» للتضليل ويزيد بندر النويجع من نبرة المعاناة، حين أكد أن المعاناة أصبحت أشد بكثير في هذا الطريق، منوها أن الشركة قامت بوضع إحدى آليات العمل، وتركتها أمام بوابة المدرستين من أجل تضليل المواطنين بأنها سوف تبدأ العمل اليوم أو غدا، ولكن كل يوم يمر نجد هذه الآلة تقف أمام البوابة دون أي حراك ولمدة شهر كامل. ولم يخف النويجع سخطه على رقابة البلدية، حين قال: «أصبحنا نجزم أن المراقبة الذاتية من مسؤولي البلدية ليست على ما يرام، حيث يشاهدون هذا الشارع دائما، حينما يذهبون بطالباتهن إلى هذا المجمع، وينخرطون مع المواطنين في هذا الطريق. إنه روتين غريب ومنذ زمن بعيد، حينما لا ينقل الموظفون المسؤولون الحقيقة إلى رؤساء البلديات، رغم معاناتهم اليومية عند الصباح وفي وقت الظهيرة على الطرقات». بلدية ضباء: الشركة ليست مؤهلة من جانبه، أوضح ل«عكاظ» مسؤول في بلدية ضباء (رفض ذكر اسمه)، أن هذه الشركة ليست قوية لدخول أي مشاريع في محافظة ضباء، مشيرا إلى أنها في بداية مشوارها العملي في مشاريع البنية التحتية العامة من شوارع وميادين في المحافظة. وقال: «إنها تطمح في بداية الأمر بالتعامل مع مشاريع صغيرة تدر عليها أموالا كبيرة، وللأسف بمعدات وأياد عاملة لا تتجاوز أصابع اليدين؛ ما يعكس على وضع أي شركة بهذه الصفات التأخير التام في إنجاز المشاريع في الوقت المحدد لها معولا هذا المصدر، على أن يكون دور المجلس البلدي فعالا ومتابعا للمشاريع التي تعم بها أرجاء المحافظة». مشرف المشروع: مشكلتنا «المستخلصات» كما تحدثت «عكاظ» مع المهندس محمد كمال المشرف العام على هذا المشروع، والذي أوضح بأنه فعلا كان على موعد محدد لتعبيد الشارع، بعد الانتهاء من وضع الخرسانات الأسمنتية لمجاري تصريف السيول، ونوه إلى أن العمل كان من المفترض أن ينتهي مع بداية نهاية إجازة عيد الأضحى، كما أوضح ذلك في تصريح صحفي سابق، إلا أنه «بسبب عدم صرف المستخلصات المالية، لم يتم تأمين المواد المتممة لمشروع السفلتة المطلوبة عند مجمع المدارس، رغم أنها منطقة حيوية ويوجد فيها حركة متتابعة، خاصة في أوقات الدوام الرسمي»، منوها إلى أن هنالك عرقلة في أمانة تبوك بشأن صرف مستحقات الشركة، التي يستورد منها مادة السفلتة، وذكر أنه قد تم بالفعل حجز الكمية التي من المفترض تكتمل بها سفلتة الموقع، لكن هنالك مستخلصات مالية كبيرة لم تصرفها أمانة منطقة تبوك للشركة التي تم توريد مادة السفلتة منها، وهو ما أوقعهم في تصادمات مع معاناة المواطنين، على حد قوله.