يحتفي معرض الشارقة الدولي للكتاب، الليلة في انطلاقة المعرض، بالشاعر الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز «جائزة العام الثقافية» للمعرض، تقديرا لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية، وسعيه لترسيخ الوسطية والاعتدال، وتشجيعه للحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة. ويفتتح الدورة 34 من المعرض، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمشاركة 64 دولة، ويتضمن 900 فعالية، ويتخلله إقامة الدورة الثانية من المؤتمر المشترك بين معرض الشارقة الدولي للكتاب وجمعية المكتبات الأمريكية، بحضور 330 مشاركا من 18 دولة. وتمنح الجائزة لشخصية ثقافية أو مؤسسة عاملة بالحقل الثقافي، يتم بناء على عطائها في الحراك الثقافي العام، أو التأليف والكتابة الإبداعية، أو الإسهام الفاعل في الحياة الثقافية الرسمية والأهلية. إلى ذلك، أوضح رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري أن مسيرة الأمير خالد الفيصل حافلة بالإنجازات الثقافية التي لم تقتصر على الشعر والأدب، وإنما امتدت لتشمل الفكر، والفن، والتراث، كما تميز عطاؤه بتكريم المبدعين في مختلف المجالات من خلال إشرافه على جائزة الملك فيصل العالمية وجوائز مؤسسة الفكر العربي وغيرها. وأضاف: «رغم تخرجه من كلية العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة اكسفورد البريطانية، فإن اهتمامات الأمير خالد الفيصل الثقافية والأدبية والفنية طبعت ملامح شخصيته، واحتلت الجزء الأكبر من سنوات عمره، حيث إن لديه العديد من الدواوين الشعرية والقصائد التي ألقاها بنفسه في أمسيات شعرية كثيرة، داخل السعودية وخارجها، جعلت صفة «الأمير الشاعر» اسما لصيقا به في كل مكان تواجد فيه. ويترأس الأمير خالد الفيصل، العديد من المؤسسات الفكرية والتعليمية والخيرية، فهو مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، ورئيس مؤسسة الفكر العربي في لبنان، ورئيس شرف جمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المغرب، وعضو مجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية التابع لجامعة فرانكفورت في ألمانيا. وتولى الأمير خالد الفيصل عدة مناصب حكومية، كانت بدايتها في عام 1971، حين تسلّم منصب أمير منطقة عسير، ومن ثم أميرا لمنطقة مكةالمكرمة عام 2007، وتولى بعد ذلك منصب وزير التربية والتعليم عام 2013، قبل أن يتولى من جديد منصب أمير منطقة مكةالمكرمة مرة أخرى في يناير 2015، إلى جانب توليه منصب مستشار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وفي عام 2010، بادر الأمير الشاعر إلى تأسيس “كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي” في جامعة الملك عبدالعزيز، بهدف نشر ثقافة الاعتدال لمواجهة التحديات النابعة من تيارات التطرف والغلو والتغريب، وتعزيز الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، مقدما نموذجا ناجحا للدولة العربية والإسلامية المتمسكة بالقيم، والمنفتحة على المكتسبات العلمية والحضارية للعصر فيما لا يتعارض مع جوهر الإسلام وقيمه. ومن المبادرات الرائدة للأمير خالد الفيصل، تأسيس النادي الأدبي بأبها، الذي يعتبر من أنشط المؤسسات الثقافية في منطقة عسير، كما أشرف على إنشاء مركز الفيصل لتربية الصقور، وأنشأ مسرحا حديثا لمختلف النشاطات الثقافية والفنية، كما أسس مجلة «الفيصل» الثقافية، وصحيفة «الوطن» اليومية. وقد وضعت وكالة «ناسا» الفضائية الأمريكية اسمه في مركبة أطلقتها إلى المريخ عام 2003، اعترافا بخدماته الجليلة للإنسانية. وتحفل جعبة الأمير خالد الفيصل بالأوسمة والقلادات التي حظي بها من قادة العالم، ومن بينها وسام النهضة الملكي من الدرجة الأولى، والذي قلّده الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، عام 1999، ووسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وهو أرفع وسام في لبنان، ووسام «قلادة الشرف» مع الشعار الذهبي من المعهد العرب ي البرتغالي، وهو الوسام الذي لم يمنح من قبل إلا لرؤساء الدول في العالم العربي.