عبر المشاركون في ندوة الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها المعاصرة في المملكة العربية السعودية وجمهورية جزر المالديف التي عقدت في العاصمة المالديفية (ماليه) أمس عن تقديرهم الجم للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في تعزيز ونشر الوسطية والاعتدال في المجتمعات الاسلامية، والتصدي للإرهاب بشتى صوره وأشكاله والعنف والتطرف والتشدد والتعصب الطائفي. وأشاد المشاركون في ختام هذه التظاهرة الإسلامية بالجهود الإعلامية الهادئة والهادفة لوسائل الإعلام السعودية وغيرها في نشر الدعوة الإسلامية وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين ودعم قضاياهم، ونشر فكر الوسطية والاعتدال والدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية، داعين إلى انشاء قناة تلفزيونية للوسطية على غرار قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية في المملكة العربية السعودية، مقدرين تطبيق المملكة العربية السعودية وجمهورية المالديف لمنهج الوسطية والاعتدال. وأوصى المشاركون بزيادة التعاون بين الجهات ذات العلاقة في البلدين الشقيقين المملكة العربية، وجمهورية المالديف لإقامة مثل هذه الندوة لنشر ثقافة الوسطية في المجتمع. وثمنت الندوة جهود المملكة العربية السعودية في فتح أبواب الجامعات السعودية لتعليم أبناء المسلمين من كافة أرجاء المعمورة، وبخاصة الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة التي تخرج منها أكثر من سبعين ألف طالب يمثلون أكثر من مائتي جنسية وإقليم. كما حثت الندوة على تحرير مفهوم الوسطية وتطبيقاتها، وبيانِ أهميتها في استقامة أمور الأمة وسلامتها من التفرقِ والاختلاف، والرجوع في ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح، وعلى تطبيق منهج الوسطية والاعتدال في الإسلام في جميع مناحي الحياة، وعلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، من خلال بيان محاسنه وأنه دين يأمر بالوسطية سلوكا ومنهجا، ويحذر من الغلو والتطرف والتفريط والجفاء. وناشد المشاركون المفتين والدعاة والموجهين والمربين أن يكونوا قدوة حسنة في اتباع منهج الوسطية في الاعتقاد والأقوال والأفعال، وأن تتنوع أساليبهم في الدعوة إلى الوسطية بما يواكب متطلبات العصر، والسعي لتعزيز انتشار المنهج الوسطي عبر وسائل الإعلام المختلفة ومراكز البحوث والمساجد والجامعات والمدارس، وإدراج مفردات الوسطية في المقررات الدراسية في مراحل التعليم المختلفة، إلى جانب عقد الدورات والندوات وورش العمل في فقه وسطية الإسلام والدعوة إليه، وتوجيه عناية المؤلفين والباحثين إلى تناول موضوعات الوسطية، والدعوة إلى جمع ما كتب عن الوسطية ورقيا وإلكترونيا وترجمته وتوفيره لدى الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية والكراسي العلمية والمكتبات العامة لتكون بين يدي الأجيال المعاصرة والقادمة. كما حثت المؤسسات العلمية على إنشاء مراكز وكراسي بحثية تعنى بدراسات الوسطية وتطبيقاتها، ووضع خطة استراتيجية لتحقيق الوسطية ونشرها.