في تغريدة عابرة قرأت خبرًا نشرته صحيفة الاتحاد الإماراتية عن فوز الشاعر السعودي علي الحازمي بجائزة مهرجان الأورجواي العالمي للشعر في دورته الرابعة عشرة في أكتوبر الماضي عن إحدى مجموعاته الشعرية المترجمة إلى الإسبانية، وقد كان العربي الوحيد المشارك في هذا المهرجان، ووجدتني أعلق تلقائيا على الخبر بقولي: من المؤسف أن يتجاهل إعلامنا هذا الفوز رغم أنه يمثل الوطن. وفي شهر سبتمبر الماضي فاز الروائي محمد حسن علوان بجائزة الرواية العربية لعام 2015 من معهد العالم العربي في باريس ومؤسسة جان لوك لاغاردي عن روايته «القندس» بعد ترجمتها إلى الفرنسية، وغطت المناسبة أهم الصحف الفرنسية بينما لم يمنحها إعلامنا سوى خبر شارد في إحدى الصحف. هذا ما حدث خلال الشهرين الماضيين فقط، أما إذا أردنا الرجوع إلى الماضي قليلا فإننا سنجد أكثر من اسم ومناسبة وجائزة، فقد فاز الروائي الضخم عبده خال بجائزة البوكر للرواية، وترجمت رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية، وقبل فترة احتفت القنصلية الفرنسية في جدة بصدور النسخة الفرنسية من رواية الفوز بالبوكر بعد احتفاء أكثر من مؤسسة ثقافية خارجية، وبعده فازت بالجائزة نفسها مناصفة الروائية رجاء عالم، كما أن الروائي يوسف المحيميد قد فاز بجائزة مهمة عن إحدى رواياته التي ترجمت بعض منها إحدى أهم دور النشر العالمية، كذلك فقد فاز الشاعر والروائي عبدالله ثابت قبل فترة ليست بعيدة بجائزة في مهرجان عالمي للشعراء الشباب وتمت استضافته مع مجموعة شعراء من دول أخرى في إحدى الجامعات الأمريكية، كما تمت ترجمة بعض أعماله. وهناك أسماء وأعمال أخرى مهمة لسعوديين عرفتها واحتفت بها الأوساط الثقافية في الخارج، لا ننسى منهم أحمد أبو دهمان وروايته الحزام التي ترجمت إلى أكثر من لغة وصدرت في أكثر من طبعة. لقد تولدت لدى الآخر صورة نمطية عن المجتمع السعودي بأنه مجتمع البدو والخيام والنفط سابقا، ومجتمع تفريخ الإرهاب لاحقا، ومازال الكثير في الخارج لا يتصور أن مجتمعنا ينتج أدبا وثقافة وفنونا متنوعة أو أن بإمكانه الاحتفاء بالقيم الجمالية والجوانب الإبداعية. هذه «القوة الناعمة» التي يوجد منها الكثير غير من سبق ذكرهم وفي مجالات مختلفة لم نوظفها كما تفعل الآن كل مجتمعات العالم، بل إننا لم نقدم لها أقل القليل من الاهتمام اللائق بها داخل الوطن، والأصح أننا تركناها فريسة للتشويه والأذى من قبل الذين يحرصون على ترسيخ الصورة الظلامية عن مجتمعنا ويعتبرون هذه النماذج خطرا يهدد مكتسباتهم. إننا الآن بالذات في أشد الحاجة لتصحيح كثير من العطب الذي أصاب سمعتنا بتقديم الوجه الإنساني الحضاري الذي تمثله الثقافة والأدب والفنون من خلال المبدعين الكثر في وطننا، فهل نفعل؟