يشكو أولياء أمور طالبات مدرستي الابتدائية الثالثة والخمسين والابتدائية السادسة للتحفيظ بحي وعيرة من الارتفاع الشاهق للمدرستين ما يؤدي إلى تسلق الطالبات سلالم طويلة وطريق وعرة للوصول للمدرسة، مطالبين بتغيير موقع المبنى الذي يعرض بناتهم لمخاطر السيول، لافتين إلى أن الطريق الوحيد المؤدي للمدرسة أنجزه فاعلو الخير بعد تجاهل الجهات المختصة لهذا الأمر. ويرى الأهالي أن قرب المدرستين من مقبرة الحي وارتفاعها غير المبرر أدى إلى تعرض المعلمات الحوامل إلى مضاعفات مرضية بسبب الصعود والنزول إليها، رغم المساحات المتوفرة في الحي إلا أن وضع المدرستين بهذا الموقع يثير دهشة الأهالي والمعلمات على حد سواء. ورغم المطالبات المتكررة من إدارة تعليم المدينة -والحديث للأهالي الذين التقوا «عكاظ»- تظل المدرستان في مواقع غير آمنة لا تتوفر فيها السلامة للمعلمات والطالبات وولاة الأمر، حيث يقول خالد عصام العصيمي: تعمل المدرسة وفق معايير عالية الجودة، ولكننا نعاني من نقص الخدمات التي تساعد على زيادة التحصيل العلمي للطالبات، ومنها سوء الطريق المؤدي إلى المدرسة، ونناشد الجهات المعنية للقيام بعملها على أكمل وجه لدفع الخطر عن فلذات أكبادنا. ويضيف متعب الحربي: اشتريت سيارة جديدة لكي أعبر بها هذا الطريق الوعر وتحسبا لهطول الأمطار، حيث إننا نوقف سياراتنا بعيدا عن المدرسة ومن ثم نقوم بقطع المسافة سيرا عن الأقدام للوصول إلى المدرسة. كما أننا ناشدنا إدارة التعليم بحل هذه القضية التي يعاني منها المعلمات وأولياء أمر الطالبات. فمنذ أكثر من عامين ونحن ننتظر من الوزارة إنهاء معاناتنا في أسرع وقت، ولكن لا حياة لمن تنادي. ويؤكد طلال محمد العنزي بأن الوضع بات يرهق الأهالي، فعندما تهطل الأمطار يعاني الدفاع المدني من صعوبة بالغة في التدخل لنقل الطالبات إلى أماكن آمنة، وذلك بسبب موقع المدرسة المحصور بين الجبال. وأرجع العنزي السبب في وجود المدرسة بهذا الموقع إلى أمرين؛ إلى العشوائية والعمل غير المدروس دون تخطيط، وذلك بوضع المدرسة في مكان لا تتوفر به وسائل السلامة المدرسية -حسب قوله-. ويشير ضيف الله إسماعيل المطيري إلى أن إدارة التعليم لم تتخذ أي إجراء طيلة السنوات الماضية، فوجود المدرسة بهذا الموقع شيء مثير للدهشة، ويضيف قائلا: يجب على إدارة التعليم توفير البدائل التي تحمي المعلمات والطالبات. من جهته أوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لتعليم المدينة عمر برناوي بأن موقع المدرسة أرض مخصصة من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانة المدينة، والإدارة لا تختص باختيار مواقع الأراضي المخصصة للتعليم وإنما يتم استغلالها بعد إفراغها نظاميا لإدارة التعليم بالمنطقة وأن المقبرة ليست ملاصقة للمدرسة بل يفصل بينها وبين المدرسة شارع بعرض (20) مترا. وعن وقوع المدرسة خلف جبل، أشار برناوي إلى أن المنطقة جبلية بطبيعتها بالإضافة إلى أن هناك عددا من المنازل وقطعة أرض بيضاء تفصل بين المدرسة والجبل، مضيفا: كما أن موقع المدرسة بعيد عن مجرى السيل حسب تأكيدات فريق الأمن والسلامة التابع للإدارة بأن المدرسة لا تقع على مجرى سيل وموقعها لا يشكل أي خطورة على المبنى أو طالباتها. وعن سبب ارتفاع الدرج أمام المدرسة فيقول: تم تصميمه بهذا الارتفاع تحسبا لأي مشاريع للأمانة أو أي مشاريع تنظيمية مستقبلية قد تؤدي إلى ارتفاع منسوب الأرض عن مستوى مدخل المدرسة لعدم وجود أعمال سفلتة قريبة من الموقع. أما عن غياب الإسفلت عن الطريق فيقول: المسافة المتبقية لإيصال الإسفلت إلى المبنى قرابة 300 متر ونظرا لاختصاص أمانة المدينةالمنورة بهذا الموضوع فقد تمت مخاطبتهم رسميا بحاجة الموقع لعمل تمهيد ورصف وسفلتة وتصريف المياه حول المدرسة وتم الرد من قبل الأمانة مفاده: العمل جار في المنطقة بالرفع المساحي وهي قيد الدراسة، وتم إدراجها ضمن الميزانية الحالية للأمانة.أحد أولياء أمور الطالبات وقد تعطلت مركبته في الطريق الوعرة.