رفض الممرض ماجد علي الرويلي تقاضي أي مبلغ مالي نظير تبرعه بجزء من كبده للطفل عبدالله بن بندر الذي لم يتجاوز الثمانية أشهر من عمره، مشيرا إلى أن نقطة ضعفه هو رؤية طفل يتألم، وما قدمه هو عمل إنساني لوجه الله تعالى. وقال: «أخبرتني زوجتي عن وجود قصة متداولة في الواتس آب عن حاجة طفل لمتبرع بجزء من كبده، وطلبت مني أن أساعده كوني ممرضا وأعمل في المستشفى، فما كان مني إلا أن أخذت الرقم منها وتواصلت مع والد الطفل الذي أخبرته أنني على أتم الاستعداد للتبرع لابنه.. فقال لي: هل أنت متأكد مما تقول»، مبينا أنه ترك له مهلة ثلاثة أيام كي يفكر في الأمر، لافتا إلى أنه أعاد الاتصال به بعد انتهاء المهلة وأكد له إصراره على تبرعه لابنه، وأشار الأب في حديثه إلى مبلغ مالي، إلا أن الرويلي أكد أنه متبرع لوجه الله ولا يريد أي مبالغ مالية جزاء ذلك. وأضاف الرويلي: «حجزت من مقر سكني في الجوف إلى الرياض وبدأت في إجراء الفحوصات التي توافقت مع الطفل عبدالله، وأثناء ذلك جاء اثنان متوفيان دماغيا ولكن لم تتوافق عينتهما مع الطفل، والتقيت باللجنة المختصة، التي بادرتني بقولها هل فكرت ماذا سيحدث لأبنائك بعد موتك وكأنهم يشيرون إلى المضاعفات التي قد تحدث وأموت بسببها ولكن أكدت لهم أنني مصر على المضي في عملي الإنساني، وأعلم جميع المضاعفات والنتائج، وأنا على استعداد تام لإجراء العملية»، موضحا أنه بعد فراغه من لقاء اللجنة قابلته الأخصائية الاجتماعية والتي طلبت منه الاتصال بوالدته أمامها وأخبرها بقراره، ففعل ذلك، وبعد ذلك خضع للعملية التي استغرقت ست ساعات، تكللت ولله الحمد بالنجاح، واستجاب الطفل عبدالله للكبد. إلى ذلك، تحدث بندر والد الطفل عبدالله ل«عكاظ» وهو يغالب دموعه، مؤكدا أنه لن يستطيع أن يجزي ماجد الرويلي مهما فعل، سائلا الله أن يجزيه خير الجزاء لإسهامه في إحياء نفس ونثر الفرح بين أسرة كاملة. وذكر بندر أنه لم يصدق تلقي خبر وجود متبرع لابنه، خصوصا أن حالته خطيرة، بسبب عدم وجود القناة الصفراوية مما أدى إلى تليف الكبد، بينما أشارت الفحوصات عدم إمكانية تبرعه وزوجته لطفلهما. وأشار إلى أنه خشي في بادئ الأمر أن يكون تحرك الرويلي للتبرع من باب الحماس والتعاطف، فطلب منه الاستخارة والاتصال عليه بعد ثلاثة أيام، إلا أني لم أجد منه إلا الإصرار في فعل الخير. وقالت أم عبدالله: «لم أصدق أن يأتي من ينقذ ابني عبدالله وكنت انتظر متوفيا دماغيا خاصة أنه وضع الأول في قائمة الانتظار من بين 57 طفلا محتاجا إلى زراعة لخطورة حالته، ولقد سجدت شكرا لله، بمجرد أني علمت أن هناك من سيتبرع لابني، وكنت خائفة إلى آخر لحظة أن يتراجع ولكن ماجد كان يبحث عن الأجر وإنقاذ نفس ونثر الفرح بين الأسرة».