كثير من البشر يعتقدون أن لبعض الأعداد دورا في حياتهم، فمنها ما يجلب الضرر ومنها ما يجلب الخير، وقد يصل بها إلى النحس، فهي تمثل ظاهرة عالمية وهناك من يعدون حدوث هذه الأشياء إنذارا بالشؤم وقدوم المصائب والأخبار المزعجة والإفلاس، كل هذه المعطيات يتوهم بها المتشائمون وغير الواثقين بقدراتهم وأدواتهم، لذلك تجدهم يتذرعون بحجج واهية للضغط على المنافس، وعلى العكس نجد أن الواثقين من ذواتهم لا تعنيهم أيا من هذه الاستفزازت بل تزيدهم قوة وتأثيرا وسطوة، ولذلك هم يوقنون بالتفاؤل والذي من شأنه أن يأتي ببشائر النجاح وقدوم الأفراح والأخبار السارة. وهذا الحال يجسد ما كان عليه كل عشاق ومحبي النادي الأهلي في موقعة الرباعية التي تفنن في تسجيلها وببراعة ودهاء حبيبهم اللزم عمر السومة بثلاثية ولا أروع وختمها سراج بقنبلة في شباك العنزي. فالأهلي يملك نجوما كبارا يستطيعون عمل الفارق وفي جميع المراكز إضافة إلى وجود عناصر في دكة البدلاء مؤثرة وتملك القدرة على إثبات نفسها وببراعة، كما أن جروس مدرب خبير ويثق في نفسه كثيرا ويفاخر بلاعبيه وهذه ميزة تحسب للأهلي الذي يعتبر حاليا الفريق الذي يسير واثق الخطى لتحقيق الانتصارات دون النظر للفرق الأخرى سعيا لحصد بطولات هذا الموسم. وعلى الرغم من كل الضغوطات والاستفزازات والمضايقات التي يواجهها الأهلي إلا أننا نكبر في إدارته الأكثر احترافية وهي تواجه كل الجبهات بثقة الواثق وقيامها بأدوارها كما ينبغي دون التأثير على لاعبي فريقها وعزلهم تماما عن هذه الصراعات المعروف سلفا الأهداف من توقيت ظهورها على السطح وفي هذا التوقيت تحديدا، وما قاله المتحدث الرسمي للنادي الأهلي ومدير المركز الإعلامي البارحة شافيا وكافيا لكل ما يجول في خواطر كل الأهلاويين ويمثل كل الأمة الأهلاوية في كل أرجاء المعمورة. وما يزيد كل هذا التعاضد هو الالتفاف الجماعي لكل الإعلام الأهلاوي بكل أطيافه، صحافة، إذاعة، تلفزيون، ووقوفهم مع الكيان صفا واحدا للدفاع عنه والمنافحة عن مقدراته ومكتسباته. ويكمل هذا البهاء الجمهور المجنون والعاشق حد الثمالة، والوله لهذا الكيان العتيد الذي كان في موقعة الأحد في قمة عطائه طوال التسعين دقيقة على الرغم من أن توقيت المباراة في أول أيام الأسبوع العملية والدراسية وفوق كل هذا وذاك يتصدر عدد الجماهير في دوري زين حتى هذه اللحظة بما يزيد عن 63 ألف مشجع آزروا ودعموا فريقهم حتى نهاية الجولة الرابعة، وما سطروه في المباراة من شيلات وأهازيج وتفاعل ما هو إلا تأكيد على تفرد هذا المدرج وعشقه الذي لا ينتهي، مجسدين شعارهم وعبر الزمان سنمضي معا. وبعد كل هذه التحالفات والائتلافات التي عصفت وتعصف بالأهلي من كل حدب وصوب والتي من شأنها الإطاحة أو محاولة وقف الكيان وإضعافه ممن لا يريد عودة الكاسر وفرقة الرعب من جديد، نؤكد أن النادي الأهلي سيقف بحزم ولن يحجب الغربال شمس حقوق الأهلي وأحقيته بكل ما له من مكتسبات، وليعلم الجميع أن الملكي هو النادي الأنموذج الذي يفترض أن تفاخر به كل الجماهير النزيهة والعاشقة لفنون كرة القدم في المملكة وكفى.