أعادت الحادثة الأخيرة لسقوط سيارتين ووفاة طالبتين على الطريق الدولي بين محافظتي الوجه وضباء في منطقة تبوك بالقرب من الكلية الجامعية للبنات بمحافظة الوجه، تنبيهات قديمة طرحتها «عكاظ» أكثر من مرة بشأن حوادث طريق كلية بنات الوجه وما تؤججه من مشاعر السخط والتذمر لدى عدد بارز من أهالي محافظة الوجه بصفة عامة ولدى أولياء أمور الطالبات الدارسات في هذه الكلية بصفة خاصة، وذلك لعدم اتخاذ المسؤولين المعنيين قرارات فعالة من شأنها أن تحد من إزهاق الأرواح البريئة والإصابات المتعددة على هذا الطريق. ولكشف ما تم طرحه من اقتراحات وما تم اتخاذه من قرارات، التقت «عكاظ» مع المسؤولين في محافظة الوجه. وتحدث أولا محافظ الوجه عمار الحقباني، حيث قال إن هذا الموضوع محل اهتمامه منذ مدة طويلة، وسبق بحثه مع أعضاء المجلس المحلي للمحافظة مع وضع بعض الحلول المقترحة له. وأضاف المحافظ: تم سابقا التوجيه للجهات المعنية (البلدية والمرور) بمشاركة إدارة الكلية بدراسته وإيجاد الحلول المناسبة له، ومن ذلك ما قامت به إدارة الطرق وإدارة المرور من إنشاء طريق مستقل يصل إلى الجامعة دون المرور بالطريق الدولي، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الأمر يحتاج إلى توعية الجميع من سائقين وأولياء . مقترحات موضوعية كما أكد عبدالمحسن الخناني عضو مجلس منطقة تبوك، أن إنشاء طريق مستقل مطلب أساسي من شأنه الحد من عدد الوفيات، علما أن طوله لا يتجاوز أربعة كيلومترات. فيما قال عضو مجلس المنطقة سابق علي المعيقلي إن توفير باصات لنقل الطالبات من وإلى الجامعة هو الحل الأسرع في هذا الوقت، ريثما يتم دراسة الموضوع من قبل المسؤولين لوضع الحلول العملية المناسبة. كما قال عبدالجليل الفقيه عضو المجلس المحلي للمحافظة إن ما حدث من وفاة طالبتين أمر في غاية الحزن، لكن علينا ألا نغفل دور قائدي السيارات ومدى التزامهم بتعليمات المرور وأنظمة السلامة، وأكد أن المجلس المحلي قام في جلسات سابقة بدراسة موضوع هذا الطريق، وتم بالفعل تطبيق بعض القرارات المتخذة على أرض الواقع. واقترح أيضا محمد غبان رئيس المجلس البلدي بالمحافظة، تخصيص مكان للطالبات داخل المحافظة يكون كنقطة تجمع لهن، على أن توفر الجامعة باصات تقلهن كل نصف ساعة من وإلى مقر الجامعة. المرور: نسقنا مع الجامعة أكد مصدر في إدارة مرور الوجه في وقت سابق، أنه نظرا لخطورة المدخل الرئيسي لكلية الطالبات، فقد تم عقد اجتماع في مقر جامعة تبوك فرع الوجه، وتم الاتفاق على تكفل الجامعة بوضع مطبات صناعية ولوحات إرشادية على الطريق الدولي للتهدئة ولتنبيه مستخدمي الطريق بوجود مدخل للجامعة، مع قفل الدوران أمام بوابة الجامعة من قبل البلدية، ووضع إشارة تهدئة (فليشر) على نفس التقاطع. وأضاف المصدر وبناء على ما سبق تابع قسم المرور الأمر، وقام بتركيب الإشارة الضوئية، كما قام بتأمين دورية رسمية لتنظيم حركة السير في الموقع، ولا تزال هناك بعض الملاحظات على باقي الجهات، التي تمت مخاطبتها مع الأمل بسرعة الاستجابة؛ نظرا لخطورة الموقع. شكوى من استجابة الجامعة من جانبه، قال المهندس أنس الحربي الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي وصاحب فكرة هاشتاق «# طريق_كلية_الوجه_المميت»، إن الجامعة لديها خلل في الاستجابة لمطالب المواطنين، فهناك ما يشبه الإجماع على ضرورة إنشاء طريق مختصر وكذلك اعتماد باصات خاصة لنقل الطالبات، وأضاف: رغم أن هذا هو الفصل الدراسي الثالث للطالبات في الجامعة، إلا أننا لم نر تحركا فعليا من مسؤوليها، فهل يجب أن ننتظر حادثا دمويا آخر حتى ينظر مسؤولوها لمطالب الطالبات وأولياء أمورهن. الجامعة لم ترد وتواصلت «عكاظ» مع الدكتور سمير النجدي متحدث جامعة تبوك، حيث أفاد بما نصه «تم إرسال استفساركم لوكيل الجامعة للفروع، وحال الرد سيتم التواصل معكم».