يقف ممثل الوطن في بطولة آسيا على مقربة من النهائي القاري، لكن الوصول إلى النهائي يحتاج تذكرة عبور من أمام الأهلي الإماراتي، بعد أن يعبر الهلال محطة الإمارات سيكون أمامه أحد الخصمين إما غوانزو الصيني أو غامبا الياباني، وقبل الحديث عن خصمي النهائي الآسيوي لا يمكن أن نغفل عن محطة أهلي دبي حتى يحصل ممثل الكرة السعودية على تذكرة العبور إلى نهائي القارة وملاقاة خصم شرس ومدرب يملك تفاصيل الكرة السعودية، كوزمين يعرف الهلال أكثر من أي فريق آخر ولكنه يعرف كذلك أن «الزعيم» إذا حضر بمستواه فمن الصعب هزيمته لذلك قال في تصاريحه الصحافية إنه (سيلتقي بأفضل فريق سعودي)، وأظن أن هلال اليوناني دونيس أفضل بكثير من هلال الروماني ريجكامب الذي وصل العام الماضي إلى نهائي آسيا، فالأول أعاد الهلال فريقاً بطلاً توجه ببطولتين ومضى بفريقه الشاب هذا الموسم لصدارة (دوري عبداللطيف جميل) والتأهل الى نصف نهائي البطولة القارية. هلال دونيس مختلف فنياً عن الفريق الذي قدمه ريجكامب فكان هلال الروماني فريق النجم الواحد يعتمد على ما يقدمه ناصر الشمراني على وجه الخصوص، وفي كل فوز يحققه الموسم المنصرم تجد في الغالب وراءه المهاجم الأسمر وهذا الأمر اختلف كلياً مع دونيس فأصبح الهلال هو الفريق النجم يقدم كرة جماعية من دون انفراد أحد من اللاعبين بنجومية مستقلة. دونيس أعاد للهلال لغة البطولات الغائبة منذ موسمين تقريباً وعادت مع البطولات هوية الفريق الفنية وروحه الغائبة حين كان الروماني يوجه لاعبيه من على خط البدلاء وأصبح يملك لاعبين محليين يعتبرون من النخبة في الرياضة السعودية وأنضم إليهم أجانب يعتبرون من أفضل المحترفين في الدوري السعودي، ففي الدفاع يقدم الثنائي كواك وديغاو ثنائية متميزة وفي الوسط يحضر الممتع إدواردو ويقود الهجوم مواطنه الميدا، فلا ينقص الهلال كإمكانيات شيء يعيقه عن تحقيق بطولة آسيا إلا إنصات هؤلاء اللاعبين لتوجيهات اليوناني دونيس قبل اللقاء والنزول إلى ملعب المباراة متسلحين بالروح والإصرار على تحقيق اللقب الآسيوي. في النادي الأزرق إدارة الأمير نواف بن سعد بذلت جهوداً متميزة لمواصلة المسيرة نحو الألقاب بعد خلافة المكلف محمد الحميداني، ويملك رجل الهلال الأول إرثاً كروياً يتكئ عليه لتجهيز فريقه لمثل هذه اللقاءات الحاسمة وسبق له العمل في المنتخبات مشرفاً عليها وترأس وفودها وخاض تجربة سابقة مع الهلال، أمامه فرصة لقيادته إلى تحقيق لقب آسيا من خلال اقترابه أكثر للفريق وحماية اللاعبين من التأثيرات الخارجية التي ربما تطيح بفكرهم خارج الملعب في لحظات الحسم، فلا بد أن يدخل الهلال موقعة أهلي دبي ولاعبوه متفرغون لتطبيق تعليمات المدرب مثلما يريدها. الموسم المنصرم كان الهلال أقرب مما مضى لتحقيق لقب آسيا لكن صافرة ظالمة اغتالت حلمه، اليوم وحتى يصل الأزرق إلى نهائي آسيا ويتجاوز أهلي دبي على لاعبيه أن يتذكروا حلمهم الذي مات ظلماً في النهائي الأخير وأن يعلموا أنهم قادرون على تحقيق هذا اللقب إن قدموا كل ما يملكونه في الملعب وخلت المباريات الأربع من صافرة ظالمة كصافرة الياباني نيشيمورا.