يعود طريق الجمالة الرابط بين الكر ومحافظة الطائف مرورا بجبال وتعرجات طريق الهدا، إلى القرن الرابع الهجري، عندما قام بإنشائه الحسين بن سلامة التوبي. وتم إنشاء ذلك الطريق على جزءين، على أحدهما يسير المشاة والآخر مخصص للجمالة (أصحاب قوافل الجمال القاصدة مكةالمكرمة والعائدة منها)، حيث ثم رصف ذلك الطريق القديم باستخدام ألواح حجرية متباينة من حيث الحجم والشكل، فيما وضع في أعلى وأسفل ذلك الطريق أحواض لتوفير المياه لمستخدمي الطريق. وأكد عدد من مجايلي مراحل سابقة لطريق الهدا (طريق الجمالة سابقا)، أن هذا الطريق كان مستخدما قبل عمليات الرصف بالحجارة، حتى أصبح يمثل جزءا من طريق القوافل في أواخر القرن الرابع الهجري، وأصبح على طوال القرون السابقة همزة وصل بين مكةالمكرمةوالطائف، حتى تم استبداله بالطرق الحديثة المعبدة في الوقت الحاضر، ليبقى هذا الطريق التاريخي معلما من المعالم السياحية في محافظة الطائف. معاناة طريق الهدا الموسمية وانطلقت جولة أجرتها «عكاظ» على طريق جبل الهدا، الذي لايزال يضع العديد من علامات الاستفهام بشأن إغلاقه مع كل رشة مطر، حينما تكبد المواطنون وقاصدو مكةالمكرمة أو الطائف الكثير من المتاعب، ليسلكوا طريق السيل مهددين بالخطر، أو عليهم الانتظار لساعات طويلة في قمة جبل الهدا أو أسفل الكر، حتى يتم السماح لهم من قبل الجهات ذات الاختصاص بالعبور. ويفصح عادة العديد من سالكي ذلك الطريق معاناتهم الكبيرة ما بين مكةالمكرمةوالطائف، من الطالبات والطلاب والموظفين في مكةالمكرمة، أو في الطائف، حيث يضطرون للانتظار ساعات طويلة في مواسم الأمطار بسبب إغلاق الطريق، ما يجعلهم يسلكون طريق السيل، وهذا يشكل خطرا عليهم بسبب الشاحنات والمسافة الطويلة التي يقطعونها. ملامح معتادة ل«تساقط الصخور» من منظور فايز الحربي، أحد سكان الطائف وقاصدي مكةالمكرمة باستمرار لأغراض العمل، أن طريق الهدا في السنوات الماضية وقبل التوسعة، كان أحسن حالا من وضعه من الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الجميع أصبحوا يتحاشون سلك ذلك الطريق، خوفا من البقاء لساعات في نقطة تفتيش الهدا أو مركز الكر حتى يتم السماح لهم بمواصلة السير أو عودتهم إلى طريق السيل. وأكد الحربي في حديثه أنه يجب أن تكون هناك حلول جذرية لإنهاء هذه المعاناة المتكررة، التي يتعرض لها سالكو الطريق في جيمع الأوقات، مشيرا إلى أن تساقط الصخور على الطريق، أصبح من الملامح المعتادة التي امتاز بها طريق الهدا، وهو ما يجعل الجهات ذات الاختصاص وفي مقدمتها إدارة المرور تستنفر طاقاتها وتراقب الطريق خلال 24 ساعة. سوء تنسيق بين النقاط واستغرب المقيم عمر عماد (مصري الجنسية) من الإغلاق المتكرر الذي يشهده طريق الهدا، دون أن يتم إيجاد حلول واضحة، مشيرا إلى أن الكثير من المسافرين عبر الطريق أصبحوا يتوقفون كثيرا قبل أن يسلكوا طريق الهدا، مبينا أن غياب التنسيق بين نقطتي الهدا والكر أو نقطة طريق غير المسلمين، يتسبب في زيادة مدى الانتظار الطويل للمواطنين وسالكي الطريق. من يتأمل جوانب الطريق، خصوصا اللوحات التي كانت تتحدث عن تطوير استراحات طريق الهدا وتنفيذ بعض المواقع، يجد أن حالها أصبح حالا آخر، لأنها بكل بساطة كادت أن تندثر بسبب ما تفعله أيادي العابثين بها. وبشأن النظافة في تلك المواقع من الاستراحات والممتلكات القديمة والمرتبطة بطريق الهدا، فحدث ولا حرج، لأنها غائبة تماما عن الموقع، وتعطي انطباعا سيئا عن المكان، حيث تتناثر المخلفات واللوحات، فيتحول الموقع الذي يجب أن يكون جميلا إلى مرمى للنفايات. والمدهش أن هناك من يتعمد طمس العديد من اللوحات، على الرغم من المبالغ المالية الكبيرة التي أنفقتها الدولة لتهيئة المكان للسياح وقاصدي تلك المواقع. جلسات غائبة يتعرض الكثير من سالكي طريق الهدا إلى الطائف في الكثير من الأوقات، إلى إشكالية تختص بتعطل سياراتهم، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ومن المؤكد أن أي عطل يحدث لسيارة، يستدعي إحداث تأخير واضح لسالكي الطريق ويقلق الكثير من السائقين، حيث يتطلب ذلك العطل الانتظار لساعات قبل مواصلتهم السير. وهنا يضطر المنتظرون على الطريق إلى البقاء طويلا داخل سيارتهم أو الانتقال على سطح سيارات النقل، لهذا يطالب عدد وافر من سالكي طريق الهدا بتوفير استراحات حديثة على جنبات الطريق، من أجل قضاء وقت الانتظار، والاستمتاع أيضا بالأجواء السياحية الجميلة التي تميز موقع الطريق، حيث يضطر البعض إلى الجلوس على الأرصفة وبعض المواقف الجانبية للسيارات، لغياب الاستراحات، رغم أن ذلك الجلوس يشكل خطرا عليه. لهذا تنامت المطالبات بضرورة عمل استراحات وجلسات على مدرجات جبال الهدا المحاذية للطريق، من أجل استفادة المسافرين منها. دعم الهلال الأحمر ولم يغفل المواطن مسفر المالكي، أحد سالكي طريق الهدا، أن ينبه إلى جزئية مهمة، لدى حديثنا معه. حيث قال المالكي إنه يسلك هذا الطريق بشكل يومي، وإنه لطالما كان شاهدا على العديد من الحوادث المرورية على الطريق. وأضاف: «على الرغم من المخالفات التي تصدر على سالكي الطريق من الرصد الآلي بسبب السرعة إلا أنها لا توقف هولاء المتهورين، وهذا الأمر يدفع للمطالبة بدوريات للمرور أو أمن الطرق على الطريق لضبط السرعة والمخالفين، كما أن الطريق بحاجة لدعم من سيارات إسعاف الهلال الأحمر، من أجل سرعة مباشرة الحوادث التي تقع على الطريق، خاصة في أوقات إجازة الصيف والعطلات الأسبوعية والموسمية، وهذا ينطبق على مركز للدفاع المدني على طريق نعمان ليقدم خدماته للسكان وسالكي الطريق».