فيما تعتزم بلدية بحرة غرب العاصمة المقدسة نقل سوق المواشي لشرق حداء، طالب عدد من المربين وأصحاب محلات الأعلاف في المحافظة، البلدية بالتراجع عن قرارها خاصة بعد اكتشافهم مقابر تتوسط الموقع الجديد على حد قولهم. وقال منير سلطان العتيبي (64 عاما) صاحب محل أعلاف ودلال مواشٍ: اختارت بلدية بحرة الموقع الحالي قبل نحو 25 عاما بعدما كان يقع في أقصى جنوب غرب بحرة وحيث إن الامتداد العمراني بدأ يحيط بالسوق الحالي فضلا عن تعرضه للسيول بين فترة وأخرى رأت بلدية بحرة ضرورة نقل السوق إلى موقع بعيد عن الحالي يقع في شرق حداء وبعد المعاينة للموقع الجديد اكتشفنا وجود مقابر تتوسطه ووجود سوق للماشية فوقها يعتبر انتهاكا لحرمة الأموات فليس من اللائق بالمسلم أن يدنس هذه المقابر بروث الحيوانات ومخلفاتها مشيرا إلى أن الكثير من أصحاب الحظائر تقدموا لبلدية بحرة بتغيير الموقع ولكن دون جدوى. وأضاف مبارك عبدالرحمن القحطاني (51 عاما) صاحب محل أعلاف: إن الانتقال للموقع الجديد سيؤثر سلبيا على أصحاب الأعلاف خاصة أنه بعيد جدا عن أصحاب الحلال في بحرة، مشيرا إلى أن عمليات البيع سوف تصاب بالكثير من الركود وتعسر في تصريف كميات البرسيم «الطري» وخاصة في ظل عزوف الزبائن عن المجيء إلى أطراف حداء. وذكر أن العمر الافتراضي للبرسيم لا يتعدى أياما وبعد ذلك تصاب كافة الكميات المعروضة للتلف. ونبه من خطورة الموقع الجديد وقربه من مجرى السيول مبينا أن هناك إشكالية كبيرة في وضع أسواق الماشية بمجرى السيول أو بالقرب منها. وألمح منور الحربي (80 عاما) صاحب حظائر أغنام إلى أن الموقع الجديد لسوق المواشي لا يتماشى مع الصحة العامة للمربين وللحيوانات خاصة مع قربه من محطة معالجة الصرف الصحي الأمر الذي سيؤدي إلى انتشار البعوض والحشرات وبالتالي نفوق أعداد كبيرة من الماشية وظروف هذه البيئة غير ملائمة لتربية الماشية وبيع الأعلاف. وأضاف «أن مياه الصرف الصحي ينساب الكثير منها عبر الوادي باتجاه الغرب وهناك احتمالات كبيرة في وصول تلك الأغنام نحو مياه الصرف الصحي وعندها ربما يحدث ما لا يحمد عقباه على أصحاب الماشية وعلى المستهلك على حد سواء». سعد حبيب السلمي (66 عاما) صاحب حظيرة أغنام قال: إن الموقع الجديد في حداء يجاوره مصنع للحديد وتنبعث منه غازات تلف كافة أرجاء حداء، مشيرا إلى أن هناك خطورة بالغة على الماشية وأصحابها مؤكدا في نفس الوقت أن هناك مواقع كثيرة ومتعددة حول محافظة بحرة لا يمنع من نقلها مع مراعات كافة الظروف البيئية والجغرافية الملائمة لإقامة سوق المواشي، مشيرا إلى أن هناك عقبات كثيرة تحول بين أصحاب الماشية والزبائن في عمليات البيع وخاصة في موسم الحج حيث تكثر مراكز التفتيش والفرز الأمنية وقد يكون فيه إرباك للخطط الأمنية المشاركة في الحج. وختم السلمي حديثه أن معظم أصحاب الماشية من كبار السن ويتعذر عليهم قيادة سياراتهم لمواقع بعيدة عن مقار سكنهم وخاصة في حلكة الليل الأسود. من جانبه، أكد مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامة بن عبدالله زيتوني أن اختيار الموقع الجديد تم بعد دراسة ميدانية أثبتت مناسبته من جميع النواحي الصحية والبيئية وهو يحقق المصلحة العامة، مشيرا إلى أن بلدية بحرة ستعيد النظر من جديد في مطالب ملاك المحلات وسيتم الوقوف مرة أخرى من قبل فريق متخصص من كافة الإدارات المعنية كإدارة السيول وإدارة المسالخ للتأكد من سلامة الموقع. يشار إلى أن موقع سوق الماشية في بحرة يقع شمال الطريق مكة - جدة القديم بالقرب من وادي بحرة ويحتوي على أكثر من 150 حظيرة أغنام و85 بسطة بيع للبرسيم والشعير ومستلزمات تربية الماشية كالمعالف والشبوك وأحواض المياه وتم اختيار الموقع الحالي من قبل بلدية بحرة قبل نحو 25 عاما وتؤكد مصادر من داخل سوق المواشي تعرض المئات من الأغنام للنفوق أثناء مداهمة السيول الغزيرة التي تعرضت لها محافظة بحرة قبل نحو 5 سنوات مخلفة خسائر كبيرة على أصحاب المواشي ومحال بيع الأعلاف.